صورة للجهاز المخترع

بعد زيارتها إحدى المدن، لفت انتباهها أسقف أسطح المباني التي تعلوها أبراج الاتصالات، فحملت على عاتقها المخاطر التي قد تصيب القاطنين بجوار هذه الأبراج، من هنا انطلقت فكرة مروى الشمري، 18عامًا، الطالبة في السنة التحضيرية في جامعة حائل، لاختراع جهاز يطلق عليه اسم "Waves meter Electromagnetic" والذي يعمل على تقليل نسبة التلوث الإشعاعي في الجو.

الشمري تحدثت عن هذا الاختراع الذي حاز على 11 تزكية من المختصين وعلى الميداليتين الفضية والبرونزية في أولمبياد إبداع، بجانب إشادة الرئيس التنفيذي لمؤسسة خوارزم للابتكار قائلة "تدور فكرة اختراعWaves meter" Electromagnetic" حول تقليل نسبة التلوث الإشعاعي في الجو عن طريق قياس الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من أبراج الجوال، فإذا كانت في مؤشر الخطر يقوم الجهاز بإصدار حقل مغناطيسي ليشتت هذه الأشعة الضارة ليكون الشخص في مكان آمن داخل نطاق ملوث إشعاعيًا، ولقد تمَّ تجربته ومدى فاعليته ووُجد أنَّه يعمل بشكل ممتاز.

وعن بدايتها بالاختراع توضح: الاحتكاك مع الغير يُولِد تطورًا في مستوى التفكير الإبداعي، وبدايتي في هذا المجال كانت من خلال المشاركة في مسابقات الاختراع عندما كنت طالبة في الصف الثاني الثانوي، فقد كان من هواياتي الفضول لاكتشاف ما وراء المجهول، ولم أكن أتوقع في بداية الأمر أن أصل إلى ما وصلت إليه اليوم.

وفيما يخص الدعم والتشجيع، تقول تضيف الشمري: الأهل هم الداعم الأول لي سواءٌ كان دعمًا ماديًا أو معنويًا ولا شكَّ أنّهم هم البيئة الحاضنة، كما كان لشريكتي في هذا الاختراع الزميلة شدا الشنتوف وزميلاتي تأثير إيجابي وبمساعدة نخبة من المهندسين مثل المهندس عبد الله العتيق والمهندس حسان السمكري، وأيضًا مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع بتقديمهم كل الورش اللازمة وتنظيم مسابقات علمية لنشر ثقافة الابتكار والإبداع العلمي.

وتابعت: تمَّ التقدم بطلب براءة اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وتمَّ الحصول على صورة طبق الأصل من الشهادة.

وفيما يتعلق بخططها المستقبلية، أشارت الشمري، إلى أنَّها ستكون حريصة على المشاركة في المؤتمرات العلمية التي تنظمها وزارة التعليم العالي على مستوى الجامعات، وتطوير اختراعها ليصل إلى المعايير المحتسبة عالميًا، خصوصًا أنَّ هذا الاختراع سبقه اختراع "وفرة" الذي يقوم على مبدأ توفير المياه الرمادية وإعادة استخدامها لأغراض أخرى.

وأكدت الشمري أنَّ التعمَّق العلمي في غير المناهج الدراسية هو أول خطوة في مشوار العلماء ولا شك أنَّ تحفيز الكادر المدرسي لمشاركة الطلاب في الأنشطة اللامنهجية مهم جدًا للتغيير من إنتاجية الطلاب وأدائهم.

واختتمت مروى حديثها: لم أكن أنا وغيري من المخترعين لنبتكر ونبحر في سماء الإبداع لتكون اختراعاتنا مكنوزة وحبيسة للأدراج، نحن نريد لكنوزنا أن ترى النور، نريد من يستثمرها، فطاقتنا الشبابية وأفكارنا لا حصر لها ونريد من يسمعها بأذن صاغية، ومن يحتضنها ومن يشجعها ومن يضعنا على بداية طريق النجاح.