القاهرة ـ فلسطين اليوم
زقزقة العصافير تعلن عن قرب بزوغ الشمس من المشرق، نسيم عليل يضرب شوارع القاهرة، يتزامن مع صوت المذياع، "إذاعة القرآن الكريم من القاهرة"، صوت منبعث من المذياع يخبر مستمعيه أنهم على موعد مع تلاوة عطرة، لأحد القراء الذين يرتلون آيات الله، ويطربون السامعين، ينصت الجميع للقراءة، بينما ينشغلون بممارسة أعمالهم الصباحية.
"تلاوة عطرة" تستمع لها أغلب الشوارع المصرية، والسيارات في مصر، خاصة مع الساعات الأولى لصباح كل يوم، فيحرص أصحاب المحال التجارية، وسائقو السيارات، على ضبط المذياع على محطة القرآن الكريم، والتي استطاعت أن تصون سماحة ووسطية الإسلام منذ نشأتها، وبدأ بث إرسالها يوم 29 مارس 1964، كما اعتبرت نواة لتأسيس إذاعات مماثلة في باقي البلدان العربية، منذ تاريخ إنشائها.
"وقرآنًا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلًا" الآية 106، من سورة الإسراء، بصوت عبدالباسط عبدالصمد، تلعن لمستمعيها بدء تلاوة مباركة أخرى، بعد فاصل من البرامج التي تقدمها الإذاعة لمستمعيها، والتي اعتادت أسماعهم عليها منذ نشأتها، فبرامج "براعم الإيمان، وبريد الإسلام، وفي رحاب السنة"، تربى على سماعها أجيال.
جوائز رحلات حج وعمرة، تقدمها إذاعة القرآن الكريم لمستمعيها عبر عدد من برامج المسابقات الشهيرة.. "مولد الهدى" و"مع كتاب الله" أشهر هذه البرامج، كما أنها تترك المستمع في حالة إيمانية ممتعة خلال عرضها أمسياتها الدينية قبل منتصف الليل، بالإضافة إلى برنامج "موسوعة الفقه الإسلامي" بعد منتصف الليل بربع ساعة.
التغلغل الإسرائيلي في القارة الإفريقية ببث نسخة محرفة من القرآن الكريم، وقت الستينيات، كان السبب الرئيسي في نشأة الإذاعة، وفقًا لرواية محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة الإسلامية، بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وأحد كبار مؤسسي الإذاعة، لتبث الإذاعة الطمأنينة في نفوس مستمعيها، وتؤكد أن الإسلام لا يزال بخير في قلوب المسلمين، وتؤكد الريادة المصرية حيث كانت أول إذاعة في العالم العربي والإسلامي والعالم كله للقرآن الكريم في مصر، ما يدل على أن الإسلام في مصر ثري بعلمائه ومفكريه وشعبه وإعلامييه.
انطلقت الإذاعة لأول مرة بالقرآن الكريم، بالمصحف المرتل للقارئ الشيخ المرحوم خليل الحصري، ثم كانت المصاحف المرتلة بترتيل المجيدين من قراء مصر والعالم العربى والإسلامي، وكان هذا أساس عمل إذاعة القرآن الكريم ثم بدأت البرامج تذاع مع المصحف المرتل سواء فيما يتعلق بعلوم القرآن أو السنة المطهرة وعلومها أو الفقه وأصوله أو السيرة النبوية كنموذج وأسوة حسنة في السلوك والخلق وسائر علوم الإسلام الحضارة الإسلامية.
اهتمت الإذاعة أيضًا في برامجها بالمصحف المعلم، الذى ابتكر طريقته للإذاعة الشيخ محمود خليل الحصري، حيث كان يردد الآية ثلاث مرات ويرددها عقبه في كل مرة أصوات التلاميذ الذين يتلقون هذه القراءة وعن طريق الإذاعة كان الذين يريدون حفظ القرآن بأحكامه وبترتيله يتابعون هذا البرنامج وكل البرامج التي تقدمها هذه الإذاعة التي لها أجمل الأثر فيما يتعلق بقراءة القرآن الكريم وأحكامه، وليس القراءة المشهورة وهي قراءة حفص عن عاصم فحسب، بل قدَّمت الإذاعة القراءات الأخرى المختلفة مع العناية بمعانيها المختلفة وطريقة تلاوتها.
موقع إذاعة القرآن الكريم يخبرك أن المحطة تناوب على رئاستها، سبعة علماء، هم دكتور كامل البوهي، وعادل القاضي، ومحمد الشناوي، وعطية السيد، ودكتور عبد الصمد الدسوقي، ودكتورة هاجر سعد الدين، ودكتور إبراهيم مجاهد وهو الرئيس الحالى، وتسعى جاهدة لتحقيق الهدف الأسمى والأساسي وهو تعريف المستمع بصحيح الدين وما يحتويه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من تعاليم تسمو بالفرد والمجتمع وذلك انطلاقًا من كونها أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني في العالم العربي والإسلامي.