العلماء يرصدون أصوات الحيتان ذات الزعانف الطويلة في إطار دراسة علمية

طوّر, فريق من الأطباء, وعلماء الأحياء, من منظمة أوشين ساوند, في النرويج, ومعهد ماكس بلانك, في ألمانيا وجامعة غوتنغن, طريقة إحصائية موضوعية, تعمل على تحليل أصوات الحيتان ذات الزعانف الطويلة، وكشف الباحثون عن إختلافات في لهجة الحيتان وفقًا للمكان الذى نشأوا فيه مثل البشر، وكتب فريق الباحثين في دراستهم, " صنفت العديد من الدراسات السابقة أصوات الحيتان وفقًا لكيفية إدراك البشر للأصوات, أو وفقًا لأطياف الأصوات الهامة، ولذلك ربما أهملت المميزات الصوتية التي تنسجهم معها الحيتان".

وتتبّع فريق الباحثين, ستة مجموعات منفصلة من الحيتان, ذات الزعانف الطويلة, عبر المياه قبالة سواحل النرويج, وسجلوا مئات النداءات الصوتية بين كل مجموعة، وبدلًا من تسجيل الصوت لكل حوت بشكل منفرد, إهتمّ الباحثون بتسجيل الأصوات الصادرة من كل مجموعة من الحيتان, مع ملاحظة مدى تغيرها مع مرور الوقت، وبينت النتائج أن الإختلافات بين المجموعات المختلفة كانت أكبر بكثير من الخلافات داخل المجموعة الواحدة.

وإقْترحَ الباحثون, مجموعة من الأسباب التي أدت إلى تطور لهجات الحيتان، وذكر الباحثون, أنّ "من المُهم أن ندرك دور أعضاء المجموعة في الرعاية والحماية من الحيوانات المفترسة والسلوك التعاوني, الإجتماعي, والتغذية"، وأفادت منظمة الحفاظ على الحوت والدلفين "WDC" أنّ العلماء إستخدموا أجهزة الكمبيوتر من أجل تحليل نداءات التواصل بين الحيتان ذات الزعانف الطويلة, للتوصل إلى مجموعة من أنماط التواصل بين الحيتان.

وبيّنت منظمة WDC" " أنّ للحيتان ثقافة خاصة, من أجل التواصل مشابهة لطريقة إلتقاط الإنسان إلى لهجة ما, أو إلتقاطه طريقة حديث الآباء والأمهات، وأشارت دراسة أنماط الأصوات الصادرة من مجموعات مختلفة من الحيتان في مياه النرويج, إلى أن كل مجموعة لها طريقتها الخاصة في التواصل بلهجة مميزة، ويكشف هذا البحث عن كيفية عيش هذه الحيوانات الذكيّة في مجموعات إجتماعية، حيث يتناقل بعضهم المعرفة من جيل إلى آخر، وهذا هو سبب عمل منظمة WDC"" للإعتراف الدولي بحقوق الحيتان والدلافين".

ولا تُعد الحيتان الحيوانات البحرية الوحيدة التي تكشف عن الإختلاف اللغوي بينها، حيث كشف العلماء مؤخرًا أن الدلافين أيضا لها لهجات إقليمية، ووجدوا أن الثدييات التي تعيش في مناطق معينة قبالة سواحل بريطانيا, تتواصل بأصوات فريدة من نوعها مثل الدلافين التي تعيش قبالة ساحل ويلز.
وبدأ, مجموعة من علماء الأحياء البحرية من منظمة "Societe Jersiaise" في جزر القنال دراسة الدلافين في المياه القرية من جيرسي, من أجل تحديد مدى إنتشار هذه اللهجات، وتم الإستعانة بميكروفونات هيدروفونية للإستخدام تحت الماء بالقرب من مياه جيرسي, والتي تُعد أكبر موطن للدلافين في بريطانيا، وتم تزويد هذه الميكروفونات ببطاقات ذاكرة لتسجيل الأصوات, والتي ستساعد العلماء في تحديد أنواع وأعداد وحركات الثدييات.

وأفاد, أحد علماء, " "Societe Jersiaise, غاريث جيفريز, أن " الجماعات المختلفة لديها لهجات مختلفة، وأنه بإستخدام هذه التسجيلات يمكننا فهم السلوك, في إطار تغيّر النقرات, إما وفقًا للتغذية, أو فقط عبر المرور، ويمكننا أيضًا إستخدام هذه المعلومات, لتحديد الأنواع والتعرف على المجموعات المختلفة، وتعطينا هذ التسجيلات فكرة أفضل عن أعداد وسلوك هذه الأنواع، ومن المقرر, أن يُوضع أول ميكروفون مائي في منطقة سانت كاثرين, وهى من المواقع البارزة للدلافين، وربما نضع الميكروفون الثاني قبالة الساحل الشمالي في مكان ما, لأن الناس ترى الدلافين شائعة هناك, لكننا لم نقرر الموضع الثاني بعد".

وتأتى هذه الدراسة, بعد دراسة أجريت عام (2007), والتي كشفت, عن وجود لهجات خاصة لمجموعة من (240) دلفين، ووجدوا أن صافرتهم كانت مختلفة عن الدلافين الأُخرى في جميع أنحاء الجزر البريطانية، وأوضح قائد المشروع سيمون بيرو, " يتم بناء قاموس يضم مجموعة كاملة من أصوات الدلافين، وأن هناك أصوات صفارات, ونقرات يتبعها تنهيدات, وصوت يشبه الطلقات النارية, وربما يستخدم لصعق الفرائس، ونحاول ربط أنواع الصافرات المختلفة بالسلوكيات, مثل البحث عن الطعام أو الراحة, أو التنشئة الاجتماعية, والتواصل مع الصغار، وكان هناك أحد الأصوات المميزة لدلافين خليج كارديجان".