النسناس

كشف الباحثون أن حيوانات "النسناس" لديها القدرة على تذوق الموسيقى والأغنيات مثل البشر والقردة القديمة، موضحين أن تطور جوانب الإدراك احتاجت أكثر من 40 مليون عاما لتتمكن من استقبال واستيعاب الاتصالات الصوتية والغنائية، حيث ذكر الباحث وانغ شياو من كلية الطب جامعة هوبكنز، الذي يقود البحث مع آخرين، أن "إدراك النغمات يعتبر ضروريا لقدرتنا على التواصل وإصدار الأصوات الغنائية، لكننا لم نكن نعلم أي أنواع الحيوانات لديها القدرة على ذلك مثل البشر، والآن علمنا أن النسناس لديه هذه القدرة مثل القردة القديمة".

وأظهرت الأدلة السلوكية الجديدة أن النسناس والقردة القديمة تستخدم إشارات سمعية مماثلة لتلك التي يستخدمها البشر للتميز بين الأداء الصوتي العالي والمنخفض، ونُشر ملخص للدراسة على الإنترنت في مجلة  الأكاديمية الوطنية للعلوم فى 2 ديسمبر/ كانون الأول.

وتعتبر "النسناس" قرود صغيرة موطنها أمريكا الجنوبية، وتتميز بالاجتماعية والصخب العالى، واستمر وانغ المتخصص في الأعصاب السمعية في دراسة سمع ونداءات القردة على مدى 20 عاما، وتمكن مع فريقه منذ عقد من الزمان من تحديد منطقة في دماغ النسناس يتم من خلالها معالجة النغمات الصوتية، وتكمن خلايا السمع في تلك المنطقة على حافة القشرة السمعية الأولية، وتنطلق بعد تعرض النسناس للأصوات والنغمات مثل التحول بين النغمات العالية والمنخفضة المرتبطة باللحن، وأفاد باحثون آخرون أن هذه المنطقة في العقل البشري تنشط نشاطا مماثلا.

وقام الباحثون بتدريب مجموعة من النسناس للعق الماء بعد سماع تغير في النغمات، وبعد سلسلة من اختبارات السمع لاحظ فريق وانغ أن النسناس يشبه الإنسان في إدراكه للنغمات الصوتية، وأن مكونات النغمات الصوتية البشرية تطورت كثيرا عما كان يعتقد سابقا، وأضاف وانغ "إضافة إلى الآثار التطورية لهذا الاكتشاف، أتطلع إلى ما يمكننا فعله من خلال معرفة قدرات البشر لإداك النغمات وأن لدينا تقارب مشترك مع الرئيسيات يمكن دراسته سلوكيا وفسيولوجيا، ويمكننا الآن استكشاف أسئلة حول الخلل الذي يؤدي إلى الإصابة بالصمم، وما إذا كان إدراك النغمات الصوتية شيء موروث أو مكتسب".