الأشجار

يعمل باحثون في الوقت الجاري على فحص حلقة من الأشجار، لفهم أنماط الطقس مثل الجفاف والمطر، ويتيح جمع البيانات من حلقات الأشجار للباحثين عمل "أطلس" للتغيرات المناخية على مدى ألفي عام مضت، ويمكن استخدام هذه المعلومات لتوقع حدوث مجاعات مستقبلية أو صراعات.

ويأتي ذلك في إطار مشروع OWDA""، ونفذ المؤلف الرئيسي، عالم البيولوجيا إدوارد كوك المزيد من المشاريع المماثلة باستخدام الأشجار لإنشاء خرائط زمنية للجفاف في آسيا وأميركا الشمالية، ويعتقد كوك أنه من خلال الجمع بين ثلاثة أطالس يمكن تسليط الضوء على القضايا العالمية الخاصة بالجفاف وتغيرات المناخ.

وتسلط الدراسة الضوء على أحد هذه الأسباب وهو تقلب المحيط  الأطلسي الشمالي ودوره في التأثير على المناخ في أوروبا وتحديدا في جعل دول أوروبا أكثر رطوبة في شمال جبال الألب وأكبر جفافا في الجنوب.

ويساعد مشروع "OWDA" في تحليل الأحداث التاريخية بأثر رجعي من منظور مناخي، وعلى سبيل المثال أصبحت مجاعة أيرلندا أكثر وضوحًا من خلال الطقس البارد في الشتاء والربيع، إلا أن الأطلس أوضح أن انخفاض سقوط الأمطار بشكل استثنائي في الربيع والصيف عام 1741.

وساعد الأطلس الباحثين في تصور تطور المطر الغزير عبر أوروبا في الفترة من 1315 وحتى 1317، ما جعل زراعة المحاصيل الغذائية مستحيلة تقريبا وأدى إلى مجاعة على مستوى القارة، ويستطيع الباحثون من خلال فهم هذه العمليات التنبؤ بالمجاعات المستقبلية أو الاضطرابات،  وعلى سبيل المثال يعتقد أن فترة الجفاف الأخيرة في الشرق الأوسط كانت عاملا في اندلاع الثورات والحروب الأهلية في المنطقة في وقت مبكر من عام 2010.

وذكر كوك الذي شرح تأسيس مختبر حلقة الأشجار في مرصد تابع لجامعة كولومبيا "بالنسبة إلى جفاف العالم القديم يسد أطلس فجوة جغرافية كبرى في البيانات الهامة لتحديد أنماط المناخ في الوقت المناسب، ويعد هذا أمرا مهمًا لفهم أسباب الجفاف، ومن المهم للنماذج المناخية اختبار الفرضيات الخاصة بتغير المناخ، ولا يمكنك الحصول على هذه المعلومة من بقعة واحدة على الخريطة، وهذا هو الفارق بين الأطلس وتجميع هذه السجلات التاريخية".