لندن - كاتيا حداد
وجدت أبحاث أجريت مؤخرا أن السلاحف تعود إلى نفس المكان كل عام لتضع بيضها عن طريق الاستشعار بالمجال المغناطيسي المحدد للشاطئ حيث فقست فيه، إذ يحتوي كل شاطئ على مجال مغناطيسي مميز يصبح مطبوعًا في دماغ السلاحف لمساعدتهم في العثور على طريق العودة، وتفسّر تلك النتائج كيف أن السلاحف ضخمة الرأس تجد طريق العودة إلى مكان منزلها بعد أن سافرت مئات الأميال إلى البحر.
المجالات المغناطيسية هي أقوى مؤشر للتشابه الوراثي بين السلاحف البحرية ضخمة الرأس
درس علماء من جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل مستعمرات سلحفاة ضخمة الرأس في فلوريدا، ووجد الباحثون أن الزواحف البحرية قادرة على استشعار شاطئها "المنزل" في شبه جزيرة فلوريدا لوضع بيضها من خلال الكشف عن مدى شماليها أو جنوبها، وكانوا يفعلون ذلك من خلال النظر في علاقة قوة المجال المغناطيسي للأرض في ما يتعلق بأي شاطئ معين، لكنّ الباحثين قالوا إن القوة الفائقة التي لا تصدق في استشعار الشاطئ وعلاقته بالحقل المغناطيسي للأرض ليست مضمونة، ووجد العلماء أن السلاحف من أحد شواطئ فلوريديان كانوا أكثر ارتباطا وثيقا بالسلاحف على بعد مئات الأميال، مقارنة بالحيوانات التي لا تبعد سوى ميل أو اثنين من الشمال أو الجنوب، ولتفسير هذه النتيجة، قال الباحثون إن السلاحف ضخمة الرأس وضعت بيضها على شاطئ له نمط مغناطيسي مماثل، وقال الباحثون إن "المجالات المغناطيسية هي أقوى مؤشر للتشابه الوراثي بين أسماك السلاحف البحرية ضخمة الرأس، بغض النظر عن القرب الجغرافي أو السمات البيئية لشواطئ التعشيش".
تفسير العلماء لعودة السلاحف البحرية لموطنها بعد فترات طويلة
وقال كينيث لوهمان، أستاذ علم الأحياء في جامعة نورث كارولينا تشابل هيل: "السلاحف البحرية ضخمة الرأس هي عبارة عن مخلوقات رائعة تبدأ حياتها من خلال الهجرة بمفردها عبر المحيط الأطلسي ومن ثم العودة, وفي نهاية المطاف يعودون إلى منزلهم على الشاطئ حيث فُقسوا، أو كما هو واضح، على شاطئ به حقل مغناطيسي مشابه للغاية"، وأضاف: "هذه نظرة ثاقبة جديدة مهمة حول كيفية تنقّل السلاحف البحرية أثناء هجرتها لمسافات طويلة، وقد يكون لها تطبيقات مهمة للحفاظ على السلاحف البحرية، وكذلك غيرها من الحيوانات المهاجرة مثل سمك السلمون وأسماك القرش وبعض الطيور".
تحذير مهم من العلماء للبشر
ويحذّر مؤلفو هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة Current Biology، من أن النتائج التي توصلوا إليها تشير أيضًا إلى حاجة البشر إلى توخي الحذر عند بناء أي شيء على الشاطئ قد يُربك إحساس السلحفاة المغنطيسي، حيث يمكن للهياكل مثل خطوط الكهرباء والجدران البحرية والمباني الكبيرة على شاطئ البحر تعطيل المجال المغناطيسي، قد يكون لتلك النتائج أيضا آثار على حيوانات أخرى تستعين بالمجال المغناطيسي للأرض للتنقل.