البومة المرقطة الشمالية

يستعد ريتش لعمله في صباح في الساعة الخامسة صباحًا، بارتداء قفازاتة وتحضير ترمس ساخن أنه سوف يقضى 10 ساعات أثناء هطول الأمطار في التسكع بين غابات التوت البرى الشائكة واجتياز الجداول المائية الصغيرة، وتقول زوجة ريتش "نحن نعيش في ساحل ولاية أوريغون، وهي المنطقة التي شهدت انخفاضا اقتصاديا مطردا منذ أن بدأت المناشير فى أن تغلق في أواخر الثمانينيات، قبل حصول ريتش هذه الوظيفة كنا نعاني، الآن الأمورتتحسن، بالطبع لن تجعلنا هذه الوظيفة أغنياء، ولكن ريتش قد حصل على واحدة من أفضل الوظائف في الغابة.

فهو يعمل لحساب مجلس سيوسلاو لمستجمعات المياه، وهي منظمة تشترك مع أصحاب الأراضي لاستعادة موطن تدفق السلمون فصيلة "كوهو"، ويعد المجلس هو جزء من حركة هادئة ولكن واسعة النطاق نحو الحفاظ التعاوني، فخلال العقدين الماضيين، شكل سكان الريف في جميع أنحاء الغرب تحالفات ناجحة لإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية، وفي الوقت نفسه توفير فرص عمل لتحفيز الجانب الاقتصادى المنعدم للمنطقة  .

يقول جوني سوندستروم، وهو مرشد فى مجال الحفظ القائم على المجتمع المحلي ومدرب محترف في المدرسة الثانوية المحلية: "يجب أن نقوم بالإنتاجية والحماية على نفس  ". ويشير سوندستروم الى حماية موطن السلمون الذى يمثل مجرد نقطة انطلاق. كما يقول "خطط الانتعاش يجب أن تتعامل يجب ان تتضمن مع جميع الأنواع والفصائل  - بما في ذلك البشر"،. واعترف  سنوندسترومم بأن الاقتصاد على  القائم الترميم لن يجنى ثمارة سريعا ، اذ انفقت منظمته 330 ألف دولار على مشروع واحد في العام الماضي.

وفي الشرق، تقع مقاطعة والوا والذى (يبلغ عدد السكان بها 7000) تعد المقاطعة قصة نجاح اقتصادي ملحوظ، إذ تفتخر بكونها واحدة من خطط التنمية المجتمعية الأكثر تقدما في أمريكا الريفية. ويرجع ذلك جزئيا إلى شركة "ولوا ريسورسز"، وهي مجموعة محلية تشكلت في أعقاب إغالق المطاحن في التسعينيات. ودعمت المنظمة الشعبية إطلاق تسع شركات جديدة، مع التركيز على الطاقة المتجددة وقطع الأشجار المستدام. وتشمل المشاريع ترميم مستجمعات المياه، والطاقة الكهرومائية على نطاق صغير، والشراكة مع مربي الماشية للسيطرة على الأعشاب الضارة، وتحويل المنتجات الثانوية لاستعادة الغابات إلى أعمدة وحطب الوقود. وتركز مقاطعة والوا على التنمية الاقتصادية ، بينما تركز الخطط التعاونية عادة على حفظ أنواع محددة.

فعلى سبيل المثال، يتميز طائر الطيهوج الكبير بريش الذيل الشائك،وعرفة الذهبى  ويتمع الذكور منة بالجمال ، وتشتهر الذكور برقصة شهيرة التزاوج عند التزاوج وهز الصدر. وقد لاحظ مؤخرا عدد من من السكان انخفاض اعداد الطائر ، ويرجع هذا الى اعتلال صحة الطائر وبدئة في الانقراض، وهي إحدى النظم البيئية الأكثر تعرضا لأمريكا الشمالية.

ويتواجد طائر الطيهوج العاقل الكبير فى 11 ولاية غربية، الأمر الذي جعل القيام بمحاولة استراتيجية شاملة لإعادة تأهيل الموئل اكثر صعوبة. وتعتبر خطة الحفاظ على الطائر من الانقراض منذ2015 هى أكبرخطة حفاظ شاملة في تاريخ الولايات المتحدة -بعد  خمس سنوات من المفاوضات بين مربي الماشية وحكومات الولايات ومجموعات الحفظ وزعماء القبائل والصيادين والعلماء والمديرين التنفيذيين للنفط.

ويود اصحاب المزارع و المصالح النفطية التعاون للحفاظ على البيئة وللوصول إلى جذر المسألة، سنحتاج إلى القيام برحلة الى الماضى . فالوظائف في ساحل ساحل ولاية أوريغون لم تكن نادرة فيما مضى، فعندما وصل المستوطنون البيض في عام 1876، تعجبوا من الغابات الداكنة الطويلة والتيارات المتدفقة، وكانت الا رض غنية بالسلمون والأخشاب. وقاموا ببناء المطاحن والمخابز على ضفاف نهر سيوسلاو. لقد ازدهرت المنطقة آن ذاك، لكن ما حدث بعدها ، من انخفاض فى أعداد سمك السلمون وما تلا ذلك من توقف في مصانع المعلبات  كان نتيجة للصيد المفرط، تأثرت الزراعة أيضا للزراعة وتم قطع الأشجار التى غيرت مسار المجاري، وتآكلت المصارف، وتقلصن الأحواض التي تخلق موائل السلمون، وتسبب قطع الاشجار فى انقراض العديد من الأنواع الأخرى، ولا سيما البومة المرقطة الشمالية، التي أدرجت في عام 1990 كأنواع مهددة في إطار قانون الأنواع المهددة بالانقراض.