غوص


تطوّر طحالًا لدى قبيلة من الإندونيسيين الخارقين، يسمح لهم بالغوص أكثر من 200 قدم، حيث إن التكيف الوراثي - على غرار الموجود لدى الفقمة - يجعل الطحال أكبر بنسبة 50 في المائة من المعدل الطبيعي، كما إن تلك القوّة التطورية، التي تطورت على مدى مئات أو آلاف السنين، تُمكِّن قبيلة باجو من الصيادين في إندونيسيا من العمل في نوبات غوص تستغرق ثماني ساعات لصيد الأسماك والإخطبوط لعائلاتهم، والطحال أمر حيوي لذلك، مما يسمح للغواصين بالبقاء لفترة أطول، حيث ينكمش هذا العضو لتتدفق خلايا الدم الحمراء في مجرى الدم.

أصبح طحال قبيلة باجو أكبر بنسبة 50 في المائة من غيرهم:

يمكن لأعضاء القبيلة الغوص حتى 230 قدمًا بمساعدة لا شيء أكثر من مجموعة من الأوزان وزوج من النظارات، وأصبح طحالهم أكبر بنسبة 50 في المائة من طحال جيرانهم الذين يعيشون في الأرض، وهم سكان جزيرة سولاوسي، وقالت الدكتورة ميليسا إيلاردو من جامعة كوبنهاغن التي أجرت دراسة على الغواصين "من الرائع أن نفكر في أنهم شبه البشر الخارقين الذين يعيشون بيننا بهذه القدرات الاستثنائية", "الانتقاء الطبيعي أقوى بكثير مما ندين إليه بالفضل في بعض الأحيان"، وإن تقلص الطحال هو الطريقة الرئيسية التي تستجيب بها الثدييات للغطس، كما أن بعض الفقمات التي تغوص عميقًا، مثل فقمات ويدل، توسعت لديها الطحال, لكنه شيء لم يسبق رؤيته من قبل في البشر، ويمكن للطحال أن يزيد مستويات الأكسجين بنسبة تسعة في المائة وأخبر أحد أفراد قبيلة باجو الدكتورة إيلاردو أنه كان تحت الماء في إحدى المرات دون أن يستنشق بالمعدات لمدة 13 دقيقة.

إجراء بحوث على أفراد قبيلة باجو بالأشعة فوق الصوتية:

ولقد أمضت الباحثة عدة أشهر في جايا باكتي، بإندونيسيا، حيث أخذ عينات وراثية وأجرت فحوصات بالأشعة فوق الصوتية لأشخاص من قبائل الباجو وسكان جزيرة سولاوسي، وأظهرت الأدلة أن طحال قبيلة باجو توسعت بشكل دائم، ولم تكبر ببساطة كرد فعل على الغوص، فأعضاء القبيلة الذين لم يغوصوا لم يكن لديهم نفس الصفة، وأظهر تحليل الحمض النووي أن قبيلة باجو لها جين يسمى PDE10A, ويعتقد أن الجين يغير حجم الطحال من خلال تعديل مستويات هرمون الغدة الدرقية، منذ أكثر من 1000 عام ، عبرت باجو بحار جنوب آسيا في قوارب مصنوعة منزليًا، واصطادوا الأسماك عن طريق الغوص بالرماح وقد نشرت الدراسة في مجلة Cell.