لندن ـ كاتيا حداد
تحسنت حالة الطفل القرد من نوع إنسان الغاب الذي ترك ليموت في صندوق من الورق المقوى تحت أشعة الشمس في بورتيو، بعد أقل من شهرين على إنقاذه من قبل إحدى الجمعيات الخيرية البريطانية.
وأكد الرجل الذي أنقذ القرد الطفل، أنه "كان من الصعب التعرف عليه، فقد ظننا في البداية أنه مات، حيث كان القرد الصغير يبدو كالجثة الهامدة بذراعين مطويتين على صدره وجلد رمادي، وشعر متساقط، وغارق في بوله".
وعثر على الصغير الذي يدعى "جيتو" في قرية هاملت جيت في هولو سيمبانغ التي تبعد 105 كيلو مترات من قاعدة إعادة تأهيل القردة في غرب بورنيو، وكان يعاني من الجفاف وسوء التغذية، ونقل جيتو إلى عيادة منظمة إنقاذ الحيوانات الدولية في رحلة بدراجة نارية استغرقت تسع ساعات.
وبعد الفحص الطبي، تبين أن جيتو يعاني من الحرارة وتصلب في الذراعين والأقدام، ولم يكن بمقدوره الجلوس، وكان يعاني من الإسهال والجرب، واستخدم زيت جوز الهند لمساعدته في تهدئة حكة الجلد وتلينه، وركب له محلول لمساعدته في التخلص من الجفاف، وبعد أقل من شهرين استعاد وعيه ويقظته.
وصرَّح الرئيس التنفيذي للمنظمة ألان نانيت: "بالنظر إلى حالته عندما تم إنقاذه، كان شفاؤه سريعا وملحوظا، حيث أن فريقنا في منطقة كيتابانج وهم خبراء في رعاية القرد المسمى بإنسان الغاب شهد العديد من حالات هذا الحيوان الميئوس منها".
ويمتلك جيتو بشرة ناعمة ونضرة، على الرغم من أنه ليس كثيف الشعر كأبناء جنسه، ولكن المؤشرات جيدة في سبيل نموه من جديد، ويعمل الأطباء البيطريون ومقدمو الرعاية على مدار الساعة لإنقاذ حيوانات إنسان الغاب اليتامى بعد أن أصبحوا ضحايا إزالة الغابات وحرقها وتدميرها.
وأضاف نايت: "على مدى أسابيع، خاطر طاقمنا بحياته لإنقاذ العديد من حيوانات إنسان الغاب التي حاصرتها الحرائق في بورنيو، ونرجح أن المزيد من هذه الأطفال ستبقى أسيرة في الغابات لأسابيع مقبلة".
وتابع: "خلال الشهرين الماضيين، أنقذ الفريق 20 قردا من هذا النوع، بعضهم أمهات وأطفال وإناث حوامل، وبعد شفائها انتقلت لتعيش في غابات أكثر أمنا".
وبعد شفاء جيتو، ستعرضه المنظمة للتبني عبر موقعها على الانترنت كي تحظى بمزيد من التبرعات التي تساعدهم في تغطية تكاليف ورعاية هذه الحيوانات.