استخدام القواميس في الامتحانات

كشف تحقيق أجرته صحيفة بريطانية، أن نصف الجامعات البريطانية تسمح للطلاب الأجانب باستخدام القواميس في امتحاناتهم إذا كانت مهاراتهم في اللغة الإنجليزية ليست جيدة بما فيه الكفاية.

وأظهرت نتائج التحقيق الذي أجرته صحيفة "الديلي ميل" أنه من بين عشرات المؤسسات التي تعطي الخريجين إمكانية الوصول إلى القاموس، بعض الجامعات المرموقة في البلاد، بما في ذلك 12 عضوًا في مجموعة النخبة "راسل".

ويشير النقاد إلى أن الجامعات "تضحي بالنزاهة الأكاديمية" لجلب طلاب من الخارج لتحقيق أقصى ربح ممكن، في حين دان نائب واحد هذه السياسة ووصفها بأنها "سخيفة تماما".

واستطلعت الصحيفة 115 جامعة، 62 منهم أكدوا أنهم يسمحون للطلاب باستخدام القواميس في الامتحانات إذا كانت لغتهم الأولى ليست الإنجليزية، وتشمل الجامعات التي تعتمد تلك السياسة باث، وبريستول، واكستر، ولانكستر، ولوبورو ونيوكاسل ونوتنجهام وشيفيلد.

وبيّنت أن ما يقرب من جميع الجامعات الاسكتلندية، بما في ذلك أدنبرة، وسانت اندروز، وغلاسكو وابردين، يسمحون للطلاب في الخارج لاستخدام القواميس، وفي المجموع، نصف مجموعة "راسل"، والتي تعد الطبقة العليا من الجامعات البريطانية، تجيز استخدام القواميس في الامتحانات.

وترفض جامعتا أكسفورد وكامبريدج، جنبا إلى جنب مع معظم جامعات لندن الرائدة مثل الكلية الجامعية، وكلية الملك الإمبراطوري، و إل إس إي، بهذه الممارسة، وادعى زعماء الجامعات بأن السماح للطلاب الأجانب باستخدام القواميس يسوي الملعب للجميع، لافتين إلى أن لديهم امتحان للتحقق من الحد الأدنى من اللغة الإنجليزية للحصول على تأشيرة طالب.

واقترح بعض الخبراء أنه ليس من العدل السماح لمجموعة من الطلاب استخدام القواميس عندما لا يسمح للآخرين للقيام بذلك، ويربط النقاد اللوائح التي تدفع الجامعات لتجنيد المزيد من الطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي، بدفع الطلاب رسوم أعلى عدة مرات من تلك التي يدفعها الطلاب البريطانيين.

وذكر النائب المحافظ فيليب ديفيز "أعتقد أن هذا أمر مثير للسخرية تماما، يجب أن يكون الامتحان نفسه على الجميع والجامعات لا ينبغي أن تخرق القواعد لمساعدة الطلاب الأجانب ومنحهم مؤهلات عندما يكون مستواهم في اللغة الإنجليزية لا يصل إلى نقطة الصفر".

وأضاف ديفيز "إنه لأمر محزن حول اندفاعهم اليائس للحصول على الكثير من المال من الطلاب في الخارج بالاستعداد للتنازل عن المعايير والصرامة"، وانطلقت تحذيرات من أن تخفيف المستويات للطلاب في الخارج يمكن أن يكون مدمرا للتميز الأكاديمي.

وبيّن الرئيس التنفيذي نيكولا داندريدج أن "الطلاب الأجانب يخضعون لاختبارات عديدة للتأكد من أنهم يلبون المتطلبات العالية في اللغة الإنجليزية"، وأضاف "بالنسبة للطلاب في الخارج المستفيدين من الدراسة في إحدى جامعات بريطانيا، فإنهم يحتاجون إلى مستوى عال في اللغة الإنجليزية حتى يتمكنوا من إكمال التقييم الكتابي والمشاركة في المناقشات والحلقات الدراسية".

وأضاف "إنه ليس من مصلحة احد للطلاب الأجانب القدوم إلى بريطانيا إذا كانوا غير قادرين على إكمال دراستهم لأنهم يناضلون مع اللغة"، وذكر المتحدث باسم مجلس بريطانيا لشئون الطلاب الدوليين "نحن نرحب بأي دعم للطلاب الدوليين".

وشمل استطلاع "ديلي ميل" ما مجموعه 127 جامعة في إنجلترا وويلز واسكتلندا وايرلندا الشمالية، ومن بين هؤلاء، 62 أكدوا أنهم يسمحون للطلاب الأجانب باستخدام القواميس في الامتحانات، و53 نفوا، و 12 لم يستجيبوا.

ويدفع الطلاب الأجانب عادة ما يصل إلى 14 ألف جنيه إسترليني في العام بالنسبة لمعظم الدورات، مقارنة مع 900 جنيه إسترليني للطلاب من بريطانيا وبلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى، وتتطلب الحكومة من الطلاب في الخارج الجلوس في اختبار اللغة الإنجليزية من أجل التأهل للحصول على تأشيرة.