البيانات تظهر وجود علاقة بين الخلفية والحصول على عرض في مكان في الجامعة

يواجه الطلاب السود والآسيويين من المناطق المحرومة معركة شاقة للقبول في الجامعات التي يختارونها مقارنة بأقرانهم البيض والأفضل حالا وفقا لإحصائيات جديدة صادرة عن مجلس التعليم العالي البريطاني (Ucas)، وكشفت الإحصائيات عن رفض طلبات التقديم المقدمة من الطلاب البالغين 18 عاما بسبب الجنس والعرق والخلفية الاجتماعية في الجامعات الفردية، وتبين أن الطلاب السود والآسيويين فشلوا في الفوز بأماكن جامعية بنفس معدل النجاح الجامعات البريطانيين مثلما فعل الطلاب البيض بمؤهلات مماثلة، وكانت نتائج  القبول للطلاب السود سيئة حيث أظهرت بيانات عام 2015 أن 108 من 132 جامعة قدمت نسبة أقل من الأماكن عن المتوقع وذلك باستخدام توقعات مجلس التعليم العالي البريطاني على أساس درجات (A-level) والدورات التي تقدم إليها الطلاب.

وعرضت في المقابل أكثر من 100 جامعة نسبة أعلى من الأماكن للطلاب المتقدمين البيض عن مؤهلاتهم والدورات التي تقدموا لها، وعرضت 13 جامعة من بين 132 أماكن أقل من المتوقع للمتقدمين البيض، وظهرت الفجوات الكبيرة في الجامعات ذات معدلات عالية من الطلاب السود والآسيويين المسجلين، وذكر ليس ابدون مدير مكتب الوصول العادل إلى التعليم العالي " سيتم الطعن بوضوح في الكثير من الجامعات وفقا لهذه البيانات، وأتوقع أن يعملون بجد لفهم الاختلافات بين طلبات التقديم والعروض المقدمة لمجموعات معينة، ولا أقبل أن يكون عرض أحد الطلاب المتقدمين أو المكان الذي جاء منه عائقا أمام دخول الجامعة".

وحذر مسؤولون في الجامعة وممثلون من (Ucas) من استخلاص استنتاجات متسرعة بحجة أن الفجوة بين طلبات التقديم الناجحة المتوقعة والعروض جاءت نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب التي لا يمكن تفسيرها من خلال البيانات المنشورة وحدها، وأضاف بيتر لامبل رئيس منظمة ساتون تراست التي تناضل من أجل الحراك الاجتماعي من خلال التعليم " إنه أمر مقلق لرؤية وجود علاقة بين خلفيتك وفرصتك في الحصول على العرض الجامعي وخاصة في الجامعات الرائدة، ويجب آلا نرضى بعدم المساواة في الوصول للتعليم نحن بحاجة إلى رؤية جهود جديدة من الجامعات والمدارس الحكومية لتحسين العمل التوعوي واختيار المواد والتحصيل بالنسبة لأولئك الذين ينتمون إلى خلفيات أقل حظا".

وأظهرت البيانات وجود أنماط مماثلة بشان قلة العروض الجامعة للطلاب السود والآسيويين مقارنة بالطلاب البيض في مجموعة جامعات راسل، وهناك في امبريال كوليدغ وجامعة غلاسكو فجوات واسعة تقدر بأكثر من 6% بين العروض المقدمة للطلاب السود والنسبة المتوقعة من العروض مقارنة بمستويات الدرجات النهائية لهؤلاء الطلاب، إلا أن عدد قليل من المؤسسات التعليمية مثل مدرسة لندن للإقتصاد خالفت الاتجاه الوطني وقدمت عروض للطلاب الذين ينتمون إلى أقليات عرقية بمعدلات أعلى عن تلك التي تقترحها بيانات الطلبات المقدمة، وأفاد مدير عام مجموعة جامعات راسل ويندي بيات أن البيانات لا تقدم دليلا على التحيز في نظام القبول لأن الإحصاءات فشلت في الأخذ في الاعتبار المعلومات المستخدمة في عملية القبول مثل البيانات الشخصية أو الأداء في المقابلة، مضيفا " أبوابنا مفتوحة على مصراعيها للطلاب الموهوبين والقادرين من جميع الخلفيات ونحن نهتم بهم حقا، والأسباب الجذرية لنقص التمثيل معقدة وتعد مجموعة واسعة من العوامل يجب أخذها في الاعتبار لفهم المشكلة بشكل كامل".

وقبلت مجموعة جامعات راسل بما في ذلك اكسفورد ومانشستر أعداد متزايدة من الجامعيين البريطانيين السود في السنوات الأخيرة وزاد العدد في 2010 من 1690 طالبا إلى 2740 طالبا في 2016، وتم إطلاق التفاصيل الجديدة طوعا بواسطة (Ucas) بعد الضغوط الأخيرة من الحكومة بما في ذلك حملة عامة بواسطة ديفيد كاميرون دعا فيها الجامعات لأن تكون أكثر شفافية في عمليات القبول الخاصة بهم، إلا أن البيانات الأخيرة من المرجح أنها لن ترضي الحكومة والتي اشترطت على الجامعات نشر المزيد حول بيانات القبول الخاصة بها، وأعطى جو جونسون وزير الجامعات ترحيبا حذرا بنشر الأرقام محذرا في خطابه الخميس بأن الجامعات بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتوفير توجيهات واضحة للطلاب في المستقبل، مضيفا في مؤتمر معهد سياسات التعليم العالي في لندن " نريد أن يتخذ الطلاب قرارات مستنيرة بين المؤسسات والدورات وهذا مهم خاصة لأولئك الذين ينتمون إلى خلفيات محرومة والخلفيات الأقل تمثيلا، ويسعدني اليوم نشر بيانات أكثر من 100 جامعة وهذا ما دعا إليه رئيس الوزراء في يناير/ كانون الثاني ومما يثلج الصدر أن نرى استجابة بناءه لذلك، ولكن ما هذا إلا نشر بيانات طوعا ولا يزال هناك مئات المؤسسات التعليمية التي لم تشملها البيانات، وهذا هو السبب في تقديم تشريع يوجب الشفافية على كافة المؤسسات".

وأظهرت البيانات فجوات واسعة في نجاح طلبات تقديم الطلاب في المناطق التي يذهب فيها عدد قليل من الناس للتعليم العالي، وكشف تحليل بواسطة ساتون تراست ومركز أبحاث التعليم العالي Wonkhe أن بعض المؤسسات مثل امبريال كوليدج كانت أقل عرضا لأماكن للطلاب من المناطق الأقل تعليما على الرغم من مؤهلاتهم، وأوضحت منظمة ساتون تراست أن الطلاب المتقدمين من هذه المناطق كانوا أقل عرضة لتلقي عروض في أي جامعة وكان هذا التأثير أكثر وضوحا في المؤسسات الأكثر انتقائية، وذكرت السيدة جوليا غودفلوو رئيسة جماعة الضغط للجامعات البريطانية ونائي مستشار جامعة كينت " نشر المزيد من البيانات لم يحل بالضرورة بعض المشاكل القائمة منذ فترة طويلة في الوصول للتعليم العالي لكنه سيسمح للجامعات بتحديد قضايا وحلول محددة فقط لمؤسساتهم".