دمشق ـ فلسطين اليوم
يُعدّ جورج عشي حالة فنية متعددة المواهب من الفن التشكيلي إلى تأليف الأغاني والتصوير الفوتوغرافي، وقلما نجح مبدع في تصوير الجمال ورسم الأشياء، ونظّم أغنيات لأهم المطربين السوريين والعرب كما هو الحال عند الفنان جورج عشي.
اقرا ايضا : الكاتب أحمد مراد يحتفي بتسلم جائزة الدولة للتفوق
قدم عشي أعمالا من تجربته التشكيلية الممتدة لنحو خمسين عاما عبر لوحات ضجت بالألوان الزيتية لخصت حياته منذ طفولته إلى الآن تناول فيها عادات وتقاليد عاكسة للتراث الشعبي كما رسم الكاريكاتور والبورتريه متمتعا بشفافية تميزت بها لوحاته الزيتية وصوره الضوئية ولحن عشي لكبار الملحنين العرب كسيد مكاوي "يا غزال يا غزال" وللمطرب فهد بلان وسهيل عرفة أغنية "بعدك على بالي"، وغناها محمد عبدالمطلب كما قدم أغنيات لحنها ملحم بركات لربيع الخولي وغسان صليبا وأغنيات أخرى لمطربين سوريين كنعيم حمدي.
رأى عشي خلال مقابلة أجرتها "سانا" معه أن مهمة الفنان الأساسية في الظروف العادية إعادة تجميل الحياة وتكوين الطبيعة حسب رؤيته وجماليته، أما في الظروف الحالية التي نمر بها فهي زرع الفرح والأمل في قلوب الناس.
وتحظى التخصصات الإبداعية التي عمل فيها عشي بالمكانة ذاتها على قلبه فهو لا يميز بين واحدة وأخرى ويعمل بها جميعا حسب ظرفه النفسي وجو الطبيعة ففي الشتاء يميل إلى الرسم والشعر الغنائي وفي الصيف يحب التصوير الفوتوغرافي.
وأوضح عشي أن الطبيعة عنده شيء أساسي وأن أجمل ذكرياته كانت في قريته ضهر صفرا بطرطوس ذات الطبيعة الخلابة مكتسبا منها هذه الجمالية والقدرة على العطاء بالكلمات واللون والصورة، ولجورج عشي رأي خاص بالمصورين الضوئيين الشباب حيث يقول: "لم أرَ لكثير من الصور التي تدهشني وإنما هي صور عادية والفنان بحاجة إلى دعم مادي من أجل أن يشتري كاميرا وحاسوبا جيدين ودونهما يتعذر الإبداع إضافة إلى امتلاكه الموهبة والثقافة والخبرة والتعلم من كتب التصوير العالمية".
لفت العاشق لدمشق إلى حبه الكبير لهذه المدينة بأزقتها التي تنشر رائحة الطيبة والحب إضافة إلى محبة الناس لبعضهم وبساطتهم وأناقتهم، مؤكدا أن تراثنا وحضارتنا يجب علينا الحفاظ عليهما فالأبنية الحديثة حسب تعبيره لا يوجد فيها أي تراث لذلك كرس سنوات من عمره لتجميع أرشيف كبير عن دمشق.
والحاصل على عشرات الجوائز وشهادات التقدير بين أن كل الجوائز التي حصل عليها عبر مسيرته الفنية الطويلة لا تعني أي شيء مع شكره الكبير للذين منحوه إياها لكنها تضعه أمام مسؤولية كبيرة للتطور والاستمرار نحو الأفضل.
وأوضح عضو جمعية المؤلفين والملحنين والموزعين الدولية بباريس أن الأغنية العربية مرت في فترة من الفترات بمرحلة ذهبية في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، ثم بدأت بالتراجع نتيجة رحيل كبار المؤلفين والملحنين وعدم امتلاك الخبرة والموهبة من قبل أغلب المغنين، وهذا ما أثر على الذوق العام مشددا على ضرورة الاهتمام بالأغنية العربية، لا سيما السورية من قبل القائمين عليها لأن شعبنا ذواق ويستحق الأفضل، وعن توقف الفرقة الوطنية السيمفونية التي كان أحد مؤسسيها عام 1960 لمدة 30 عاما بين أن هذه الفرقة تأسست خلال الوحدة مع مصر وكانت بقيادة الفنان المصري فؤاد حجازي وقدمت أول عمل بعنوان (أرضي) للفنان عبدالرحمن الخطيب وعندما وقع الانفصال انتقلت قيادة الفرقة للراحل صلحي الوادي، وعن مشاريعه المقبلة ذكر عشي أن لديه الآن الكثير من النصوص الغنائية لمجموعة من المطربين مشيرا إلى أننا نملك أصواتا غنائية جميلة وإنما ينقصها الكثير من الخبرة والتعلم والتدريب لتكون جديرة بالاستماع إليها.
يذكر أن الفنان عشي كان العضو المؤسس لنادي فن التصوير الضوئي في سورية وهو عضو في اتحادات الصحافيين والفنانين التشكيليين السوريين والعرب، وحاصل على العديد من الجوائز وعشرات شهادات التقدير والميداليات من داخل سورية وخارجها، وله مجموعتان شعريتان باللهجة المحكية إضافة إلى أغنيات وأعمال درامية موسيقية وبرامج منوعة وهو مدرس مادة التصوير الضوئي في معهدي الآثار والمتاحف والفنون التطبيقية.
قد يهمك ايضا : وزارة الثقافة الفلسطينية تُنظم حفلًا لإحياء ذكرى المولد النبوي في غزة
افتتاح معرض "مية ولون" للفنانة صفاء شقير في متحف محمود درويش