الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة

أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة، أهمية تسجيل موقع إضافي للبحرين في قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو"، وقالت: "إن البحرين تمتلك من المواقع التاريخية والمقدرّات الثقافية ما يمكّنها من تقديم نموذج ناجح وأصيل يعكس غنى وفرادة الثقافة والحضارة لمنطقتنا العربية".

وقالت مي آل خليقة: "إن تسجيل موقع تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمي، سيسهم برفقة موقعي قلعة البحرين، وطريق اللؤلؤ، في تعزيز البنية التحتية للسياحة الثقافية في المملكة،" كاشفة أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تعمل حاليًا على إعداد أكثر من ملف يحكي فرادة واستثناء مواقع بحرينيّة، يمكنها أن تندرج ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو.

وعقدت هيئة البحرين للثقافة والآثار مؤتمرًا صحافيًا اليوم (الخميس) بمناسبة إعلان تسجيل موقع تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمية لمنظمة اليونسكو مطلع الشهر الجاري، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الـ43 في العاصمة الأذربيجانية باكو، بحضور دبلوماسي عربي ودولي، إضافة إلى المهتمين بالشأن الثقافي في البحرين، وتضمن المؤتمر عرض مقطع مصوّر يوثّق لحظات تسجيل موقع تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمي.

 

وأضافت الشيخة مي آل خليفة خلال المؤتمر الصحافي: "اليوم نحتفي بثالث موقع بحريني على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو، موقع تلال مدافن دلمون، الذي يستعيد ذاكرة حضارة أثرت المشهد التاريخي خلال حقبة إنسانية هامة"، مشيرة إلى أن تسجيل موقع تلال مدافن دلمون يدعم حضور التراث الإنساني والحضاري للوطن العربي على المستوى الدولي.

وكانت لجنة التراث العالمي أعلنت تلال مدافن دلمون على قائمة التراث العالمي، ليصبح بذلك ثالث مواقع البحرين على القائمة بعد موقع قلعة البحرين الذي أُدرج العام 2005، وموقع طريق اللؤلؤ في المحرّق والذي أُدرج على القائمة عام 2012.

من جانبه، استعرض مدير إدارة المتاحف والآثار في هيئة الثقافة الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، تفاصيل موقع تلال مدافن دلمون، مشيرًا إلى أن الموقع يمتد من شمال البحرين وحتى جنوبها، وأن مراحل تسجيل الموقع امتدت عشر سنوات، مبينًا أن الهيئة تُشرك الأطراف المحلية والدولية في عملية صون وحماية الموقع، وتتعاون مع بعثات دولية في هذا الشأن، كالبعثة الدنماركية والفرنسية وغيرها، إضافة إلى إشراك المجتمع المحلي، وخصوصًا سكّان المناطق المحيطة بتلال المدافن الدلمونية في عملية الصون والحفظ والإدارة.

وأوضح أن لموقع يتكون من 21 جزءًا تمتد على مساحة 20 كيلومترًا وموزّعة على: حقل تلال مدينة حمد (بوري، كرزكان، دار كليب)، حقل تلال مدافن الجنبيّة، حقل تلال مدافن عالي الشرقي، الذي يحتوي على أكبر عدد من المدافن (4669 تلة دفن)، حقل تلال مدافن عالي الغربي، حيث تضم في مجموعها 11 ألفًا و774 تلة دفن، والتلال الملكيّة من 1 إلى 17.

وتكمن أهمية موقع تلال مدافن دلمون في أنها تمثل شهادة على طريقة دفن فريدة من نوعها لحضارة دلمون المبكرة وهي فترة امتدت لحوالى 450 عامًا (من 2200 ق.م – 1750 ق.م). وبما أن بقايا المستوطنات التي ظهرت على أرض البحرين شحيحة ومدفونة تحت طبقة سميكة من التربة، فإن تلال مدافن دلمون هي الدليل الأكثر وضوحًا على ثقافة دلمون المبكرة.

وإضافة إلى ذلك، فقد مكّن الازدهار الاقتصادي المكتسب في ذلك الوقت سكان الجزيرة القدامى من تطوير تقاليد دفن أكثر تفصيلًا استوعبت كل فئات المجتمع ومختلف أعمارهم وأجناسهم وطبقاتهم الاجتماعية، كما أنها توفر أدلة حاسمة على تطور النخب والطبقات الحاكمة.

وعلى رغم أن تلال مدافن دلمون تأثرت بفعل التعرية والنهب جزيئًا في العصور القديمة، إلا أن عمارتها وتصميمها الداخلي بقي سليمًا، وتشير الأدلة الأثرية إلى أن المدافن لم تشيد في الأصل كتلال، وإنما كأبراج أسطوانية الشكل، بينما تم بناء التلال الملكية التي تتميز بحجمها الواضح وغرف دفن مفصلة كأبراج دفن من طابقين.


قد يهمك أيضًا:

علماء آثار يكتشفون كنز مخفي في هنغاريا يشفي من أمراض مزمنة

افتتاح معرض صور بعنوان "احكيلي عن فلسطين" في مدينة اسطنبول