الفن التشكيلي في سورية

كشفت الفنانة التشكيلية جميلة كاترينا، عن أبرز الأساليب الفنية التي تتبعها في تصوير المشاهد الحية من المعاناة اليومية للمواطنين السوريين جرّاء الحرب الأهلية، مشيرة إلى دور المرأة الفنانة في التعبير عن المشاعر والعواطف الإنسانية في ضوء الأجواء الحزينة والمتناقضة التي تعيشها.

وأوضحت كاترينا في مقابلة مع "فلسطين اليوم" أنَّ الريشة النسائية تحمل مشاعر المرأة وتعكس عواطف وأحاسيس كثيرة متناقضة بين الحزن والسعادة، والقسوة والحنان، معتبرة أنَّ الأنثى الفنانة تشعر وتحس بالمرأة وتفهم مكنوناتها الغامضة أكثر من الفنان الرجل، بحكم عاطفتها وثقافتها وإرادتها ثم إصرارها على النجاح بلوحات فنية مبتكرة.

وأكدت أنَّها تعتمد في أسلوبها الفني على الواقعية في التعبير، لاسيما أنَّ جوهر لوحاتها وموضوعها الأساسي هو الإنسان عمومًا والمرأة خصوصًا، مضيفة "رسمت بالزيت والفحم والاكريليك والمائي ومواد أخرى ورسمت على الزجاج والقماش والخشب والمرايا والجدران"، مشيرة إلى أنَّها اهتمت برسم الحارة الشامية والمناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة والبورتريه والأماكن الأثرية في سورية.

وعن تقييمها لواقع الحركة التشكيلية في سورية خلال الحرب، أوضحت كاترينا أنَّ الحركة التشكيلية في سورية شأنها شأن كل ما هو سوري يعيش مرحلتين، المرحلة الأولى مرحلة الازدهار، أي ما قبل 2011 والمرحلة الثانية ما بعد 2011.

وأضافت "المرحلة الأولى كانت مرحلة تطور وازدهار بالنسبة إلى الفن التشكيلي في سورية بتشجيع من قبل الدولة والوزارات والمؤسسات التي تنظّم معارض بمشاركة اتحاد الفنانين التشكيليين لتشجيع الفنانين والفنانات، حيث كان يحضر المعرض عدد كبير من الناس وبعد انتهاء المعرض تقتني الدولة اللوحات وتقدر مكافأة للفنانين تكريمًا لمشاركاتهم".

وتابعت "أما في هذه  المرحلة فقد شهدت تحوﻻت كبيرة إذ هاجر معظم الفنانين، وتقوقع الآخرون على أنفسهم خوفًا من الظروف التي تمر فيها البلاد وهو يعيش حالة ضياع، وأما من واصل الرسم، شارك في عدد قليل من المعارض؛ لأنه لا يوجد من يقتنيها بسبب الظروف، كما أنَّ الحضور يقتصر على الفنانين فقط، الذين يحاولون إثبات وجودهم".

وأبرزت كاترينا، تأثيرات الحرب على لوحات الفنانين التشكيليين، لاسيما أنَّ المعارض حملت أسماء مستقاة من هذا الواقع مثل "جراحات وطن" و"تحية لأرواح الشهداء"، مؤكدة أنها شاركت في كل هذه المعارض وأهم مشاركاتها كانت  لوحة "أم الشهيدين" التي تعبر عن كل بيت في سورية قدَّم شهيدًا أو أكثر، فضلًا عن لوحة "عندما بكت دمشق" و"شهداء دمشق" ولوحة "السقوط" التي تعبر عن الحاجة والفقر والنزوح الذي أدى لسقوط الإنسان السوري في الرذيلة.

ونوّهت بأنها تحرص على المشاركة في المعارض الجماعية بسبب الالتقاء بمعظم الفنانين والتعرف على أبرز الأساليب المبتكرة في رسم اللوحات، لافتة إلى أنَّ أبرز المشاكل التي تواجهها في المرحلة الحالية تتمثل في الظروف الأمنية الصعبة، وغلاء المواد، فضلًا عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة والبحث عن لقمة العيش.

يُذكر أنَّ الفنانة السورية جميلة كاترينا حاصلة على إجازة في هندسة الميكانيكا، ودرست الفن التشكيلي في مركز "أدهم إسماعيل"، ودرست الرسم دراسة خاصة وعملت في مجال تصميم الأزياء، ولها مشاركات كثيرة في المعارض الدولية والإقليمية.