غزة– حنان شبات
أوضحت كل من الفنانة التشكيلية هناء حمش، والمصورة الفوتوغرافية علا طه، الأحد، أن معرضهما "امرأتان من آذار"، الذي نُظم في مطعم البادية غرب مدينة غزة، يأتي تكريمًا منهما لدور المرأة الفلسطينية التي أثبتت أنها جزء من القضية الفلسطينية؛ بل ورمزًا من رموز النضال والتضحية على مر المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية.
أكدت حمش (29 عامًا) أن هذا المعرض يأتي في ظل مناسبتين كبيرتين تتعلقان بالمرأة وهما: يوم المرأة في الثامن من آذار/مارس، ويوم الأم في 21 من الشهر نفسه، "لذلك كان لا بُد من تكريم المرأة من خلال جميع السُبل الممكنة، وبما أنّ الفن أسلوب راقٍ تمكنت من طرح الفكرة وترجمتها على أرض الواقع".
ولفتت في حديثها مع "فلسطين اليوم" إلى أنّ المعرض يحتوي على ثمانية لوحات فنية من رسمها، حاولت فيها تجسيد تضحيات المرأة الفلسطينية، فضلًا عن ثمانية صور فوتوغرافية لزميلتها المصورة علا طه التي بدورها حاولت إظهار دور المرأة الفلسطينية في بناء المجتمع بالرغم من الظروف الصعبة المحيطة بها.
وأشارت إلى أنّ هدفها الأول هي وزميلتها، هو إظهار الإبداعات والنجاحات والانجازات التي سطرتها المرأة الفلسطينية بالرغم من الظروف الصعبة التي قابلتها من حصار وحروب عديدة ،واجهها الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أنّ لوحاتها تناولت التراث المتعلق بالمرأة الفلسطينية المتمثل في الثوب الفلسطيني المطرز؛ للتأكيد على أن المرأة جزء لا يتجزأ من التراث الأصيل للشعب الفلسطيني.
وعن الصعوبات التي تواجهها حمش كفنانة فلسطينية، لفتت إلى أنّ "الصعوبات عديدة منها: "النظرة التي ينظر فيها المجتمع للفتاة كونها مرتبة ثانية، تأتي بعد الرجل بحكم العادات والتقاليد التي تسيطر على المجتمع الفلسطيني كونه مجتمع شرقي، والحصار المفروض على غزة الذي يقف حاجزًا في وجه الفنان اتجاه المشاركات الدولية الخارجية".
ونوهت إلى أنها ستشارك في معرض في جمهورية مصر العربية تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، وتجمع الفنانين التشكيلين الذي سوف يضم 500 لوحة فنية لأطفال فلسطين، يحكي عن المعاناة التي تواجههم، لافتةً إلى أنّ طموحها هو تمثيل فلسطين في المحافل الفنية العالمية، وأن تثبت للعالم أنّ "غزة قادرة على العطاء ونستحق أن نحيا بسلام وأمان".
وشددت على أنّ الفن والفنانين مازالوا بحاجة إلى كثير من الدعم، مطالبةً الحكومة والجهات الأجنبية الداعمة، توفير مؤسسات فنية ومدارس خاصة ترتقي بالمواهب الصغيرة منذ الطفولة.
واعتبرت أن الإقبال الذي شهده المعرض هو أكبر دليل على نجاح المعرض، خصوصًا الإعجاب الكبير من قبل زوار المعرض فيما شاهدوه من المستوى الفني التي جسدته اللوحات الموجودة فيه.
من جهتها أيدت طه (24 عامًا) زميلتها هناء في كل ما تحدثت عنه، وأضافت "بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تحيط بنا؛ فإننا شعب يمتلك طموحًا كبيرًا، وعلى الرغم من أنّ منزلنا تعرض للتدمير وخسرت كل معدات التصوير الخاصة بي، فإنني استطعت أن أعود لممارسة هوايتي في التصوير".
وتطرقت في حديثها إلى أنّها شاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية مثل معرض "غزة في ألوان الحياة" ومعرض "أخ يا بلد " في غزة، ،معرض "وجعك يا غزة" الذي أقيم في اسبانيا.
وأشارت إلى أنها في الفترة الحالية تستهدف تسليط الضوء على إنجازات وإبداعات المرأة الفلسطينية بجميع أشكالها، معتبرة أن نجاح المعرض هو دافع ومحفز أكبر للتركيز على الأشياء التي تتعلق بالمرأة، متمنيةً أن تدعم المؤسسات الحكومية والأهلية مثل هذه المعارض، كما ضرورة دعم الفنانين بجميع الوسائل الممكنة.