برلين – جورج كرم
كشفت دراسة ألمانية، عن أنّ الإفراط في مشاهدة الأفلام الإباحية يؤثر سلبيًا على المخ، وذلك على الرغم من أنها تساعد في زيادة الرغبة الجنسية وتحسين العلاقات، فضلًا عن أنها تقدم فرصة متساوية للنساء والرجال لاستكشاف تخيلاتهم وقدراتهم الجنسية.
ويشاهد المراهقون البالغون 13 عامًا الأفلام الإباحية على نحو منتظم، وتتسبب في زيادة الشعور بالسعادة للبالغين، حيث تتسبب في الإفراج عن الهرمونات التي ترفع الحالة المزاجية التي تؤدي الى ظهور ميول إدمانية لمشاهدة هذه الأفلام.
وأكدت مجلة "ميديكال دايلي" الطبية، أنّ الكثير من الدراسات، كشفت عن أنّ الإفراط في مشاهدة الأفلام الإباحية يغير تنظيم وسلوك المخ فعلًا، وتتسبب ممارسة الجنس ومشاهدة الأفلام الاباحية في الإفراج عن "الدوبامين": ناقل عصبي مسؤول عن إحساس المخ بالمكافأة والمتعة؛ ولكن الإفراز المتكرر له من خلال مشاهدة المواد الإباحية على نحو منتظم، يعني أنّ المخ تقل استجابته أو حساسيته لآثارها.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "غاما للطب النفسي" في عام 2014، أنّ مشاهدة المواد الإباحية على نحو منتظم يبلد الشعور بالتحفيز الجنسي مع مرور الوقت، ووجد الباحثون الألمان أنّ هذا يعني أنّ الدماغ يحتاج إلى المزيد من "الدوبامين" من أجل الشعور بالمتعة المرتفعة نفسها التي تدفع الشخص إلى مشاهدة المزيد من الأفلام الإباحية.
وكشفت دراسة أجريت في عام 2011، عن أنّ الإفراج عن "الدوبامين" يعني أن مشاهدي الأفلام الإباحية يحتاجون إلى خبرات متطرفة متزايدة، للشعور بالإثارة الجنسية، وأجرى الباحثون الألمان، أبحاثهم على مجموعة من الرجال من خلال مشاهدتهم عددًا من الأفلام الجنسية الصريحة، ومع مرور الوقت انخفضت حساسيتهم واستجاباتهم الجنسية وأصبحوا غير قادرين على الشعور بالإثارة الجنسية أثناء العلاقات الحميمية العادية، وخلص البحث إلى أنّ المواد الإباحية أوجدت جيلًا من الشباب ميئوس منهم في غرفة النوم.
كما كشفت عن أنّ مشاهدة الأفلام الإباحية تتسبب في تقلص أدمغة الرجال، حيث تنكمش منطقة من المخ مرتبطة مع الشعور بالمكافأة والتحفيز الجنسي، تسمى "الجسم المخدد في المخ" التي تنتج عن زيادة مشاهدة الأفلام الإباحية.
وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي كشف فيها الباحثون عن وجود علاقة بين مشاهدة الأفلام الإباحية على نحو منتظم والأذى الجسدي، ومع ذلك، لاحظوا أنّه من الممكن للناس الذين يقضون المزيد من الوقت في النظر للمواد الإباحية أنّ تولد نوع معين منها في الدماغ.
وفي نفس الصدد، كشفت دراسة أجراها الباحثون في جامعة "كابريدج" عام 2013، عن أنّ المهووسين بمشاهدة الأفلام الجنسية يمتلكون عقولًا تشبه تلك لمدمني المواد المخدرة، حيث تضئ المنطقة نفسها من المخ عند إجراء الفحص بالأشعة لدى مدمني المواد المخدرة ومدمني الأفلام الإباحية.