لندن - كاتيا حداد
كشف كتاب جديد عن 7 نصائح مميزة لاستعادة نشاط المخ، والتي تعتبر خدعًا بسيطة يمكن بها تجديد مرونة العقل، وفي مقدمتها تناول الشيكولاتة الداكنة والمواظبة على القيلولة عصرًا واستكشاف الأشياء الجديدة، بالإضافة إلى ألعاب الفيديو التي تجعل المخ أكث ذكاءً.
والنصيحة الأولى هي تغذية المخ بالألوان، إذ تقول الدكتورة جيني بروكيس في كتابها أن تناول الأطعمة المناسبة يمكن أن تزيد من القدرة على تحملنا العقلي، وتساعدنا على التركيز واستعادة الذاكرة وقدرتنا على حل المشكلة، وفي شباط/ فبراير 2016، وجدت دراسة أجراها الدكتور إيان ماكدونالد، أستاذ علم وظائف الأعضاء الأيض في جامعة نوتنجهام، أن استهلاك شراب الكاكاو الغني بالفلافانول (المكون الرئيسي للشيكولاتة الداكنة) يعزز من تدفق الدم إلى المناطق الرئيسية في المخ لمدة تصل إلى ثلاث ساعات.
وربطت الدكتورة بروكيس أيضًا الشيكولاتة الداكنة بتعزيز قدرة الدماغ على التركيز، وقالت إنها تعتقد أن الأطعمة الملونة مفتاح وظائف الدماغ، وسلطت الضوء على بعض الأطعمة التي أثبتت الدراسات الغذائية أنها تساعد على التركيز، وهي: الخضر الورقية الغنية مثل اللفت، والسبانخ، والبروكلي، وذوات القشرة الحمراء والزرقاء الداكنة مثل التوت والكرز والخوخ، والفراولة، والشيكولاتة الداكنة، حيث أن 70% منها من المواد الصلبة والكاكاو، والمهم هنا هو النوعية وليس الكمية، والبيض الذي يعزز الكولين المركز ويساعد على تقليل هرمون الكورتيزول، وهو أحد هرمونات الإجهاد.
والنصيحة الثانية هي الحصول على قيلولة لمدة 20 دقيقة قبل الساعة الثالثة عصرًا، لأن النوم يوفر لنا المزيد من الرفاهية البدنية والعقلية؛ لأنه يسمح بإصلاح وصيانة الخلايا العصبية، كما أنه يجلب تنظيم المزاج، وتقول بروكيس إن القيلولة يمكن أن تكون مفيدة للغاية في وظائف المخ، لاسيما إذا كانت هذه العقول تعمل بمجهود على مدى طويل من الزمن، وفي العام 2010، أجري بحث في جامعة كاليفورنيا بيركلي وجد أن القيلولة لمدة ساعات يمكن أن تعزز بشكل كبير استعادة قوة عقلك، وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن الجدول الزمني للنوم ثنائي الطور (النوم عدة مرات خلال 24 ساعة)، لا تنعش العقل فحسب، بل يمكن أيضًا أن تجعلك أكثر ذكاء، وتنصح بروكيس بأن الحفاظ على الحصول على قيلولة لمدة 20 دقيقة تجنبك جمود النوم، والشعور بالدوار الذي نعاني منه إذا استيقظنا بعد مستوى أعمق من النوم.
والثالثة هي الحفاظ على الفضول واستكشاف الأشياء الجديدة مثل الاشتراك في تعلم العزف على آلة موسيقية، أو تعلم الرقص، أو أخذ دروس في الرسم، ويجب جعل الفضول عادة يومية عن طريق حل الكلمات المتقاطعة، وتعلم ثلاث كلمات جديدة ومعانيها كل يوم، أو قراءة كتاب في نوع مختلف من علوم الحياة، لأن الفضول يقوي الذاكرة وسعينا للمعلومات الجديدة يكافئ الدماغ بإطلاق الدوبامين الذي يدفعنا لمواصلة سعينا للإنجاز.
والنصيحة الرابعة تتمثل في المواظبة على ألعاب الفيديو، التي لها دور كبير في بناء الانتباه وسط سرعة وتيرة العمل لمدة ساعة أو عدة ليال في الأسبوع، وتقول أستاذ أعصاب المخ والعلوم المعرفية في جامعة روشيستر، الدكتورة دافني بافيلير، أن ألعاب الفيديو تجعل المخ أكثر ذكاء، وأفضل وأسرع وأقوى، وفي العام 2009، أظهر بحث كيف تنطوي ألعاب الفيديو على مستويات عالية من العمل، مثل الألعاب التي يطلق فيها شخص النار أولًا، وزيادة رؤية العالم الحقيقي للاعب، وتقوي الألعاب من حدة البصر، والتي يمكن أن تساعد على انتقاء شخص غريب في حشد من الناس ومراقبة التفاصيل الصغيرة به، كما أنها تساعد على تتبع أكثر من كائن في وقت واحد، ويمكن أن تساعد الناس على تحسين أدائهم في المهام العقلية المختلفة، واستمرار هذا التحسن لعدة أشهر بعد انتهاء التدريب.
أما النصيحة الخامسة فكانت ممارسة التأمل في العمل، إذ اتجهت بعض الشركات لتمويل برامج التأمل لموظفيها وإقامة غرف للتأمل، فقد وجدوا أن تقديم دروس التأمل للموظفين كجزء من برنامج الصحة في مكان العمل يمكن أن يزيد الإنتاجية، والحد من الأمراض التي يسببها التوتر، والحد من وقوع الأخطاء، وتحسين التذكر والذاكرة، وتعتقد الدكتورة بروكيس أنه إذا كنت تمارس التأمل اليومي فيما يتراوح بين 5 إلى 50 دقيقة يوميًا، يمكن أن يرفع الكفاءة بمعدل 2-3 ساعات في الأعمال ذات الجودة العالية.
وجاء البحث عمن يشبهونك والبقاء معهم في النصيحة السادسة، فعادة، نحن نحب الناس الذين نرى أنفسنا فيهم، وبالتالي نحن أكثر عرضة للتواصل معهم. وتقول الدكتورة بروكيس إن الحفاظ على المهارات الاجتماعية الاستثنائية أمر مهم؛ لأن العلاقات هي أداة أساسية لتحسين أداء المخ، وأوضحت أن في العمل، وعندما لا يشعر الموظفون بأنهم جزء من القبيلة، فهذا يؤدي إلى أن تدنى مستوى أداء العمل، كما يجعلك أكثر عرضة لترك الوظيفة، والاستبعاد الاجتماعي، سواء عن قصد أو عن طريق اللامبالاة، يسبب الألم الاجتماعي، مما يقلل من احترام الذات والثقة وتقلب المزاج.
والنصيحة السابعة هي الحفاظ على الجري أو المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا، وتقول الدكتورة بروكيس إن ممارسة الرياضة تعزز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى انخفاض انكماش خلايا المخ وزيادة الخلايا العصبية (نمو وتطور النسيج العصبي)، واللدونة (مرونة المخ)، مما يحافظ على أداء عملك، ووجد الباحثون في جامعة جيفاسكيلا أن التمارين الرياضية، مثل الركض، لها آثار ايجابية على وظيفة الدماغ عندما يتعلق الأمر بالتعلم وتحسين الإدراك والتعلم والذاكرة، كما أنها تحسن المزاج واحترام الذات، وتقلل من الإجهاد، وتقلل من مخاطر القلق والاكتئاب، ويمكن لممارسة الرياضة أن تقلل خطر حدوث الضعف الادراكي، وانخفاض خطر التدهور المعرفي، والأمراض العصبية التنكسية (وهو مصطلح لمجموعة من الظروف التي تؤثر في المقام الأول على الخلايا العصبية في الدماغ البشري).