القهوة يوميًّا تقلل خطر الإصابة بأمراض الكبد

نصحت دراسة طبية حديثة بتناول ستة أكواب من القهوة يوميًّا لتقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد الحادة، لاسيما مع انتشار أزمة البدانة في العالم، والتي تعني زيادة أعداد الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض الكبد الدهني، وهي حالة شديدة الخطر وتكاد تكون قاتلة.

وكانت أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، التي تترافق عادة مع زيادة الوزن، تعتبر حتى وقت قريب نادرة، ولكن أنماط الحياة المستقرة والوجبات الغذائية الفقيرة تعني أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في بريطانيا هو الآن في المرحلة المبكرة من المرض، والتي يمكن أن تسبب في النهاية تليف الكبد الذي يهدد الحياة، والحالة الأكثر شيوعًا مرتبطة بإدمان الكحول .

وأكد البحث الجديد أن تناول كميات كبيرة من القهوة يوميًا يمكنه درء أمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، حتى بين البدناء، إذ وجد العلماء أن الفئران التي تتبع نظامًا غذائيًّا عالي الدهون ظهرت لديهم علامات أقل من هذا المرض إذا كانت تتناول جرعة يومية من القهوة، أي ما يعادل ستة فناجين من الإسبريسو لدى إنسان وزنه 70 كغم، وأن الفئران التي تناولت القهوة أيضًا اكتسبت وزنًا أقل من التي تناولت النظام الغذائي ذاته.

ويعتقد الفريق الإيطالي، الذي قدم نتائج أبحاثه في المؤتمر الدولي للكبد في برشلونة، أن القهوة تحسن هيكل الأمعاء، وكشف العلماء من جامعة نابولي، أن زيادة استهلاك القهوة تزيد من مستويات بروتين يسمى زونولين، مما يقلل من نفاذية الأمعاء، وهذا يحسن من قدرة الأمعاء على تصفيتها من المواد الضارة بشكل فعال، التي تمر على خلاف ذلك في مجرى الدم ومن ثم إلى الكبد، وتسبب له الضرر.

ويمكن للناس الذين يعانون من مرض الكبد الدهني غير الكحولي تطوير إخافة الكبد، والمعروف أيضًا باسم التليف، والذي يمكن أن يتطور إلى تليف الكبد الذي يهدد الحياة، وتوقف الخبراء عن توصية الناس بتناول قهوة أكثر لفترة قصيرة، لكنهم عادوا إلى تحويل القهوة لعلاج طبي.

وذكر الباحث فينتشنزو ليمبو بقوله "لقد أكدت الدراسات السابقة كيف يمكن للقهوة أن تعكس الضرر من "نافليد" ولكن هذه هي المرة الأولى لإثبات أنها يمكن أن تؤثر على نفاذية الأمعاء، النتائج تظهر أيضًا أن القهوة يمكن أن تعكس المشاكل المتعلقة بـ"نافليد" مثل التنكس المتضخم، وهو شكل من انحطاط خلايا الكبد".

وحلل الباحثون ثلاث مجموعات مختلفة من الفئران على مدى 12 أسبوعًا، تلقت مجموعة واحدة نظامًا غذائيًّا متعارفًا عليه، والثانية اتبعت نظامًا غذائيًّا عالي الدهون وأعطيت الثالث نظام غذائي بنسبة عالية من الدهون بالإضافة إلى القهوة منزوعة الكافيين، فوجد الفريق أن القهوة قد تحسن هيكل المنعطفات ضيقة المعوية، التي تنظم نفاذية الأمعاء.

وقال الأمين العام للرابطة الأوروبية لدراسة الكبد، البروفيسور لوران كاستيرا "إيطاليا تشتهر بالقهوة وعززت هذه الدراسة الإيطالية معرفتنا بالرابط بينه وبين مرض الكبد الدهني غير الكحولي"، وأشارت دراسات سابقة إلى أن تناول القهوة قد يقلل من خطر التصلب المتعدد، ومرض القلب، ومرض باركنسون ومرض السكري من النوع الثاني، وتزيد القهوة بشكل كبير من مستويات الكوليسترول، كما تخفض مستويات الإنزيمات الضارة وتقلل كمية الدهون في خلايا الكبد، لكن الوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية تنصح الناس بتناول ما لا يزيد عن 400 ملغم من الكافين يوميًا، وهو ما يعادل خمسة أكواب من الإسبريسو.

ويحذر التقرير من أن هذا الحد قد يزيد من الخطر والقلق، والأرق واضطرابات إيقاع القلب، كما أن تناول نسبة عالية من الكافين خلال فترة الحمل يمكن أن تزيد من مخاطر ولادة أطفال يعانون من نقص الوزن.