اكتشاف طريقة جديدة لعلاج الصلع

تمكن باحثون أميركيون من جامعة كاليفورنيا من التوصل إلى طريقة جديدة لإعادة إنبات ونمو الشعر لدى الرجال الذين يعانون من الصلع، وهي الظاهرة التي تؤرق الذكور عادة وقد تصيب بعض الإناث, علمًا أنَّها عبارة عن الفقدان المتدرج للشعر، الذي يبدأ من سن المراهقة.

وسيستقبل الرجال بالتأكيد هذا النبأ بسعادة غامرة؛ ولكن الطريقة التي تساعد على إعادة نمو الشعر ستعكر صفوهم، إذ تنطوي على إزالة الشعر المتبقي من الجذور، لجعل الشعر ينمو من جديد.

وأكد الباحثون في دراسة لهم، بعد إجراء سلسلة من التجارب المثيرة للاهتمام، أنَّه في حالة إزالة 200 شعرة من الجذور أو ما يسمى "بنتف الشعر"،  ينمو الشعر بطريقة كثيفة تصل إلى ستة أضعاف.

وأوضحت الدراسة "ينمو الشعر بشكل كثيف من جديد عن طريق عملية بسيطة لخداع المخ تنطوي على إزالة كمية كافية من الشعر من جذوره في منطقة صغيرة من فروة الرأس، تتسبب في إرسال إشارة استغاثة إلى المخ، الذي بدوره يرسل إشارة إلى جذور الشعر لإنبات شعر جديد إضافي لتعويض المفقود".

وفي حين تبدو التجربة مؤلمة وغريبة، إلا أنَّ الباحثين من جامعة جنوب كاليفورنيا يؤكدون أهمية الطريقة الجديدة، التي قد تساعد في التوصل إلى علاجات جديدة محتملة لفقدان الشعر.

ويعاني الملايين من الرجال في جميع أنحاء العالم من ظاهرة الصلع، التي تبدأ في سن المراهقة، من خلال فقدان الشعر بصورة متدرجة، كما تعاني الملايين من النساء من الشعر الضعيف والخفيف، الذي قد يتأثر بعمق بسبب الحالة النفسية، وفقاً للخبراء.

وأجرى العلماء الأميركيون أبحاثهم على فئران التجارب، ووضعوا علامات على مساحات الشعر المختلفة الواجب إزالتها من فراء الفئران، ثم أزالوا 200 شعرة من الجذور من المنطقة المحددة لكل فأر، بشرط أن تكون المساحات المحددة صغيرة، وتكون الشعرات المزالة مجمعة بإحكام معًا.

 وانتظر العلماء لمدة شهر لمعرفة النتائج التي جاءت مبهرة، حيث عاد الشعر للنمو مرة أخرى، بنحو الضعف، وكان أحد الفئران محظوظًا بنمو 1300 شعرة جديدة، وحتى خارج المنطقة التي أزيل منها الشعر، وفق لصحيفة "سيل" الطبية.

وتشير التجارب إلى أنَّ الخلايا الجلدية، التي يتم نتف الشعر منها، ترسل إشارة استغاثة كيميائية إلى المخ، الذي بدوره يرسل إشارات لخلايا الجلد المحيطة، حتى تبدأ في إنبات الشعر وتعويض المفقود، وحتى الخلايا التي لم تفقد الشعر، تبت في عملية التنفيذ.

ومع ذلك، فإنّ نتائج هذه التجربة على الرجال الذين يلتقطون الشعرات واحدة تلو الأخرى غير مضمونة، ففي حال إزالة الشعر من منطقة كبيرة ستضعف الإشارة المرسلة إلى المخ، ولن ينمو الشعر المفقود، وإذا أزال الشعر من منطقة صغيرة للغاية، سيتم استبدال الشعر المفقود، ولن ينمو شعر إضافي.

ولا تزال التجربة في بدايتها، ونجحت على الأقل عند تطبيقها على فئران التجارب، وحصل العلماء على أفضل النتائج من خلال إزالة 200 شعرة من كل فأر، من مساحة لا تتجاوز نصف سنتيمتر.