لندن ـ كاتيا حداد
تعتبر الهرمونات المحرك الرئيسي للتمتع بالجاذبية المطلوبة خصوصًا بالنسبة إلى كبار السن، وتتمثل في هرمون "الإستروجين" لدى السيدات و"التستوستيرون" عند الرجال.
وتتراجع نسبة الهرمونات لدى الرجال والنساء مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض وانخفاض الرغبة الجنسية والحالة المزاجية السيئة.
ومع ذلك فإذا كانت مستويات هرمونات الإستروجين والتستوستيرون عالية بشكل طبيعي فسوف يكون لها الآثار السحرية في مكافحة الشيخوخة.
ووضعت خبيرة مكافحة الشيخوخة، الدكتورة كارولين أبوفيان، من كلية الطب في جامعة بوسطن كتابًا جديدًا يلقي الضوء على النظام الغذائي والتقدم في العمر، وأشارت فيه إلى أنه في إمكان الزوج الوصول إلى أوج حالته الجنسية من خلال اتباع نظام غذائي خاص وتناول بعض الأطعمة المحددة بالنسبة للزوجين والتي من شأنها تعزيز هذه الهرمونات و خسارة الوزن بسهولة فضلا عن الشعور بحال أفضل.
ووفقاً لتكوين الجسم لدى الرجل والمرأة من حيث العضلات والعظام والدهون والهرمونات، تبقى خسارة الوزن أسرع عند الرجال، كما أن مستويات هرمون الإستروجين والذي ينتجه المبيض، تشهد تراجعاً في الفترة التي تسبق انقطاع الطمث. ومع انخفاض مستويات الهرمون فإنه يصبح من الصعب نمو الشعر مثلما كان الأمر في السابق.
وفي الوقت ذاته فإن تراجع هرمون الإستروجين يسبب جفاف المهبل، فضلاً عن تأثر البشرة بسبب خفض مستويات الكولاجين، كما تتصاعد مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
وتلعب الهرمونات دوراً مهمًا بالنسبة إلى الرجال، وكذلك فإن الوزن الزائد في محيط البطن يسبب مشاكل في النوم فضلا عن الإرهاق وانخفاض في الانتصاب وفي الرغبة الجنسية والتي تعد من علامات انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في منتصف العمر.
وتكمن ضرورة هرمون التستوستيرون في أنه مهم للحفاظ على العضلات ونمو العظام والحالة المزاجية والوظائف الجنسية. ولكن بسبب انخفاض مستويات الهرمون بنسبة من 1 إلى 2% كل عام بداية من عمر الأربعين فإن ذلك يضعف من قوة العضلات ما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم خصوصًا حول المعدة. أما المشكلة الأكبر فهي مع تكون "الكرش" الذي يقلل من الرغبة الجنسية ويمكن أن يسبب زيادة في خطر الإصابة بمرض سرطان البروستاتا.
كما أن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون يمكن أن يسبب انخفاضًا في كثافة العظام والشعور بالاكتئاب وضعف قوة العضلات.
يمكن للمرأة رفع مستويات هرمون الإستروجين من خلال تناول أطعمة معينة مثل تلك التي تحتوي علي نبات "فيتوستروجين". ووجد بأن المرأة اليابانية التي تتبع نظامًا غذائيًا يشتمل علي هذا النوع من الأطعمة فإنها نادراً ما تعاني من أعراض سن اليأس التي تصيب الغربيين.
بذور الكتان أيضاً غنية بمركبات شبيهة بالإستروجين قد تساعد على الحماية من سرطان الثدي، كما أن هذه البذور غنية بأحماض "أوميغا 3" الدهنية التي تساعد على تحسين قدرة الجسم على حرق الدهون وخسارة الوزن.
وفي إمكان الأطعمة المتاحة في الأسواق التجارية والتي تحتوي علي بروتين الصويا مثل "التوفو" خفض الكوليسترول وتقوية العظام لما لها من تأثير مماثل لهرمون الإستروجين والذي بدوره يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب وهشاشة العظام. ومع ذلك فإن الرجال عليهم تجنب "التوفو" تجنباً لإصابتهم بالعجز الجنسي أو أن يصبح صدرهم مثل النساء.
وتعزز شريحة اللحم الحمراء من بناء العضلات وتعزيز عنصر الحديد في الجسم والذي يحمي من فقر الدم، كما يساعد في جعل كرات الدم الحمراء تحمل الأكسجين في أنحاء الجسم. كذلك فيتامين "ب" الذي يوجد في اللحم البقري يمكن أن يساعد فى تخفيف مشاعر القلق والاكتئاب التي غالبا ما تأتي مع انقطاع الطمث.
أوراق الخضروات مثل السبانخ وكذلك البروكلي والقرنبيط والكرنب جميعها تفيد المرأة في مكافحة مرض هشاشة العظام وخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي. أما فاكهة "الباباظ" الاستوائية فهي غنية بفيتامين "سي" أكثر من البرتقال بمقدار الضعف، كما أنها قليلة السعرات الحرارية نسبياً وفي إمكان هذه الفاكهة أن تساعد على استقرار الدورة الشهرية للمرأة، وزيادة مستويات هرمون الإستروجين عند النساء بعد انقطاع الطمث.
وهناك أيضاً الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين التي تحافظ على صحة القلب وتحمي الجسم من الإصابة بسرطان العظام والثدي، كما أنها تقلل أيضاً من الأوجاع والآلام وتقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والسرطان وأمراض القلب. وفيما يتعلق بالهليون والشمام والجرجير فجميعها غنية بالبوتاسيوم الذي يساعد في مكافحة الانتفاخ.
والنظام الغذائي يلعب دورا كبيرا في إنتاج هرمون التستوستيرون لدى الرجال، ونجد أن الزنك والماغنيسيوم معادن حيوية. ومن دون الأطعمة الجيدة مثل الأسماك والمكسرات الزيتية فإن الجسم لا يستطيع إنتاج هرمون التستوستيرون، أما الأطعمة الأخرى مثل البروكلي والقرنبيط فيمكنها تعزيز هرمون التستوستيرون عن طريق إزالة هرمون الإستروجين من أجسام الرجال.
صفار البيض والحبوب مثل الأرز البني، والبرغل، والكسكس، تحتوي على الفيتامينات والمعادن، والمواد الكيميائية النباتية التي تعزز من صحة البروستاتا.
ولا نريد أن ننسي ذكر البطيخ الغني بالبوتاسيوم والذي يقلل من مخاطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. السبانخ أيضاً وفطر عيش الغراب يساعد على حمايتك من سرطان البروستاتا، والحفاظ على مستويات هرمون تستوستيرون، وتعزيز الوظيفة الجنسية.
إن الحصول على قسط كاف من النوم كل ليلة هو حاسم بالنسبة للصحة العقلية والجسدية. فتناقص هرمون الإستروجين من شأنه أن يؤرق كثيرًا من النساء أثناء الليل، كما ظهرت أدلة جديدة علي وجود صلة بين انخفاض مستويات هرمون تستوستيرون لدى الرجال وانخفاض نوعية النوم. ووجد الخبراء بأن البروتين الذي يوجد في الدجاج والسمك والبيض ثبت تأثيره الكبير على النوم.
وتعتبر منتجات الألبان، مثل حليب البقر الذي يحتوي على الميلاتونين، مهدئات طبيعية. وتكشف الأبحاث أن النوم يدوم لفترة أطول في حال تناول الرجل كوباً من الحليب أو بعض الجبن قبل النوم.