اختبارًا يقيس عمر القلب وصحته

طرحت هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية "NHS" اختبارا يقيس عمر القلب ومدى صحته ويكشف عن المدة التي من المتوقع أن يعيشها الشخص دون الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

ويتألف الاختبار من 16 سؤالًا حول العمر والطول والوزن، وتاريخ الأمراض الحالية أو السابقة والتاريخ العائلي للمرض، وعوامل تخص أسلوب الحياة مثل التدخين، التي يمكن أن تكشف عما إذا كان عمر القلب أكبر من عمر الشخص الحقيقي، ويعتبر الاختبار متاح بحرية ومصمم للأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 30 عامًا، ولم يسبق أن تم تشخيص إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، هي السبب الرئيسي للوفاة في العالم، وذلك وفقاً للأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 17.5 مليون شخص وافتهم المنية جراء إصابتهم بالأمراض المرتبطة بالقلب في عام 2012، وهو ما يمثل 31% من مجموع الوفيات في العالم.

وطورت الهيئة البريطانية هذا الاختبار، لإعطاء الناس فكرة عن مدى صحة قلوبهم، كما يزودهم بالمعلومات اللازمة لخفض خطر الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتة الدماغية، وإذا كشفت نتائج الاختبار عن عمر قلب مماثل أو أقل من عمر الشخص الحقيقي، فيعني أنه يتمتع بصحة جيدة وأنه أقل عرضة للإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية في الأعوام الـ 10 المقبلة، ويبدأ الاختبار بسؤال بشأن تفاصيل حول الجنس والنوع والعرق والرمز البريدي.

ويطلب الاختبار الرمز البريدي للشخص، حيث يعتقد العلماء أن هناك بعض المناطق في بريطانيا أكثر صحة من غيرها، ثم يطرح أسئلة حول التدخين والطول والوزن، وكلها أيضا عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويتساءل الاختبار بشأن وجود ارتفاع فيضغط الدم والكوليسترول.

ويختتم بفحص الإجابات حيث يتبين ما إذا كان الشخص يعاني من مجموعة من الأمراض التي تزيد من فرصة الإصابة بمشاكل مرتبطة بالقلب، ثم يقوم بحساب النتائج، ويشرح الأطباء في نهاية الاختبار عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويقدمون المشورة الطبية اللازمة لخفضها.

وتتألف عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، ومرض السكري، وعدم ممارسة الرياضة، وزيادة الوزن أو السمنة، ووجود تاريخ عائلي من أمراض القلب أو كونها من خلفية عرقية.

 

1.ضغط الدم المرتفع

يعاني واحد من كل ثلاثة بالغين في بريطانيا من ارتفاع ضغط الدم، والمعروف باسم "القاتل الصامت"، لأنه نادرا ما يكون له أعراض واضحة، ولكنه يعتبر من أكثر الأسباب شيوعا للوفاة المبكرة والإعاقة، ويعتبر قراءة ضغط الدم طبيعية عند 130/80 ملم زئبقي.

ومع ذلك، يمكن السيطرة عليه من خلال تغيير نمط الحياة بما في ذلك فقدان الوزن، والحد من كمية الملح المستهلكة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتقليص الكحول والكافيين.

 

2. ارتفاع نسبة الكوليسترول

يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية والسكتة الدماغية، حيث يتراكم في جدران الشرايين، ويقيد تدفق الدم إلى القلب والمخ وبقية الجسم.

ويمكن أن يتم الحد منه من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني، والالتزام بتناول الدواء المناسب.

 

3.الوزن

يزيد السمنة، مع مؤشر كتلة الجسم "BMI" فوق 25، من عمر القلب وتعرض الشخص لمشاكل صحية خطيرة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.

 

4. التدخين

يعتبر تدخين التبغ والأنواع الأخرى من العوامل الخطيرة التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لأن السموم الموجودة في التبغ يمكن أن تشكل خطرًا على الشرايين وتقوم بتضييقها، ما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

وينصح الأطباء بالتوقف عن التدخين، الأمر الذي من شأنه أن يعزز صحة الشخص المريض، وأضافوا أنه بعد عام واحد من التوقف عن التدخين، تنخفض مخاطر الإصابة بأزمات القلب إلى نحو النصف.

 

5. السكري والأمراض الأخرى

يعتبر مرض السكري من الأمراض التي تصاحب الشخص المصاب مدى الحياة، والتي تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، وهناك نوعان رئيسيان لمرض السكري وهما داء السكري من النوع 1 والنوع 2.

ويؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف جدران الشرايين، ما يجعلها أكثر عرضة لتطوير الرواسب الدهنية وتصلب الشرايين، ويعاني الكثير من الناس المصابين بمرض السكري من النوع 2 أيضا من زيادة الوزن أو السمنة.

كما تؤدي أمراض أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الكلى المزمنة والرجفان الأذيني إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

6.العرق

يعتبر العرق عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ففي بريطانيا، تعتبر معدلات الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية هي الأعلى في مجتمعات جنوب آسيا، ويرتفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم لدى الشعوب الأفريقية الكاريبية.