كشفت دراسة حديثة أن ضغوط العمل تُزيد من فرص الموظفين للإصابة بالاكتئاب أو القلق عند بلوغهم منتصف العمر، ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية وجدت الدراسة التي أجراها باحثون أستراليون في معهد "Black Dog Institute"، لمدة 60 عاما لما يقرب من 7000 شخص من البالغين البريطانيين الذين يمتهنون وظائف تتطلب الكثير من العمل والإجهاد، هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية.

وبحثت الدراسة بشأن ما إذا كان إجهاد العمل في سن الـ45 أثر على حدوث اضطراب نفسي شائع -مثل الاكتئاب أو القلق- لدى الموظفين في سن الخمسين.

ووجد الباحثون أن أولئك الذين يعملون بوظائف تتطلب مهام عمل كثيفة أكثر عرضة بنسبة 70 في المائة للإخلال بصحتهم العقلية، كما أن الأشخاص الذين لديهم سيطرة وظيفية منخفضة كانوا أكثر احتمالا بنسبة 89 في المائة، وواجه الأشخاص الذين صنفت وظيفتهم بالوظائف الضاغطة، أكثر من ضعف خطر الإصابة بمرض عقلي في منتصف العمر.

ويقترح الباحثون أنه من المهم لأصحاب العمل محاولة تحسين بيئات العمل لخفض معدلات الإصابة بالأمراض النفسية.

وأشار الباحثون في وحدة أبحاث الصحة النفسية الأسترالية بمعهد "Black Dog"، إلى أن الأمراض العقلية والنفسية تكلف الشركات الأسترالية 11 مليار دولار سنويا (6 مليارات جنيه إسترليني) للعلاج ضمن تأمينها الطبي.

وقال المشرف الرئيسي على البحث البروفيسور صموئيل هارفي، إن النتائج ما هي إلا "دعوة للانتباه" مضيفا: "تشير النتائج إلى أنه إذا تمكنا من القضاء على حالات الإجهاد الوظيفي في مكان العمل، يمكن تجنب ما يصل إلى 14٪ من حالات الأمراض العقلية الشائعة، ويمكن أن تتبنى أماكن العمل مجموعة من التدابير للحد من الإجهاد والضغط، وغالبا ما يكون إيجاد طرق لزيادة سيطرة العمال على عملهم خطوة أولى نحو بيئة عمل جيدة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال المبادرات التي تشمل تدخل العمال في أكبر عدد ممكن من القرارات المهمة بوظيفتهم".

وللحكم على مدى سخط شخص ما، سأل الباحثون الناس عن قدرتهم على اتخاذ القرارات في العمل، وفرصة استخدام مهاراتهم، وعن السرعة والكثافة والمتطلبات المتضاربة التي يواجهونها في العمل.

كيف تم إجراء البحث
فحص معهد بلاك دوج سجلات عدد 6870 شخصًا في المملكة المتحدة، وجميعهم ولدوا في نفس الأسبوع في عام 1958. أكمل الناس استبيانات بشأن مستوى إجهادهم الوظيفي في سن الـ45، ثم في سن الخمسين، مع استبيان يستخدم عادة للإشارة إلى علامات المرض النفسي.

كما استأثر الباحثون بالعوامل الأخرى المسببة للتوتر بما في ذلك الطلاق، والمشاكل المالية، وعدم استقرار السكن، والمرض، ثم تم تعديل النتائج لاستبعاد آثار عوامل مثل العوامل الشخصية، معدل الذكاء، مستوى التعليم، ومشاكل الصحة العقلية السابقة.

وبالمقارنة مع مجموعة الاستقرار النفسي فإن أولئك الذين لديهم متطلبات عمل عالية الضغط هم أكثر احتمالا بنسبة 70 في المائة للإصابة بالأمراض النفسية.

وتظهر النتائج النهائية أن هؤلاء الأشخاص من المرجح أن يصابوا بمرض عقلي في سن الخمسين، بغض النظر عن نوع جنسهم أو نوع عملهم.

وأضاف البروفيسور هارفي أن "المرض العقلي هو السبب الرئيسي في حصول العامل على إجازة ما يتسبب في عجز بالعمل على المدى الطويل في أستراليا، وهو ما يعادل 11 مليار دولار خسائر تصابر بها الشركات الأسترالية كل عام".

وأظهرت الأبحاث السابقة أيضا أن ارتفاع مستويات الإجهاد في العمل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية، ويجعل الناس أكثر عرضة للأكل غير الصحي والنوم وممارسة تمارين رياضية أقل.​