واشنطن ـ رولا عيسى
توصلت دراسة علمية حديثة، إلى أنه ينبغي على الأزواج الانتظار لمدة سنة على الأقل بعد ولادة طفلهم، قبل محاولة انجاب طفل آخر. وكشف صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن علماء من جامعة "هارفارد" الأميركية، وجدوا أن الانتظار ما بين 12 إلى 18 شهراً بين انجاب طفل والحمل في طفل جديد كان أكثر أمانًا لكلٍ من الأم والطفل.
وقال الخبراء إن "هذه النتائج مهمة خاصة للأمهات الأكبر سنا، اللواتي يملن إلى محاولة إنجاب العديد من الأطفال في فترة قصيرة قبل انخفاض خصوبتهم". ووجدت الدراسة التي شملت 148.500 حالة حمل كندية، في غضون عقد من الزمان ، أن محاولة الحمل في أقل من 12 شهرًا بعد ولادة طفل آخر هي الأخطر- الأمر الذي يزيد من خطر وفاة الأم والولادة المبكرة او ولادة طفل ميت او ذي وزن منخفض عند الولادة.
وقالت الدكتورة لورا شومرز ، إحدى الباحثات في فريق الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة JAMA Internal Medicine: "وجدنا زيادة في المخاطر على كل من الأم والرضيع عند التقارب في الوقت بين الحمل والحمل الذي يليه ،خاصة لدى النساء الأكبر سنا من 35 عامًا، واللاتي يميلن إلى الحمل في فترة قصيرة قبل انخفاض خصوبتهن".
ووجد الباحثون أن المخاطر كانت مختلفة وفقًا لعمر المرأة، بالنسبة لأولئك اللواتي تجاوزن 35 سنة ، كانت الفجوة القصيرة بين حالات الحمل خطرة على الأم نفسها. وبالنسبة للنساء الأصغر سنا ، كان الخطر على الأم لا يكاد يذكر ، ولكن كان هناك خطر متزايد على الطفل المولود.
ومن بين النساء اللواتي تجاوزن سن الخامسة والثلاثين اللواتي حملن بعد ستة أشهر من الولادة السابقة ، وجد الباحثون خطرًا بنسبة 1.2 في المائة من الوفيات اثناء الولادة، بينما تشير النتائج إلى أن الانتظار 18 شهراً بين حالات الحمل، خفض من نسبة الخطر إلى النصف بنسبة 0.5 في المائة.
أما بالنسبة إلى النساء الأصغر سنا ، أدت الفجوة التي دامت ستة أشهر بين حالات الحمل إلى حدوث خطر بنسبة 8.5 في المائة للولادة المبكرة ، أي الولادة قبل 37 أسبوعاً ، والتي انخفضت إلى 3.7 في المائة عند الانتظار 18 شهراً.
وقال الدكتور ويندي نورمان ، من جامعة "بريتيش كولومبيا" ، إن النتائج توفّر أول دليل لمساعدة النساء على توجيه فترات حملهن بين أبنائهن.
ويعتقد العلماء أن الفترة القصيرة بين حالات الحمل لا تترك للجسم الوقت الكافي للتعافي. ومن ناحية أخرى ، الفترة الطويلة جداً تأتي بمخاطر المضاعفات المرتبطة بكبر السن.
وقال خبراء من جامعة "كولورادو"، إن "النساء يشعرن بضغط متزايد لترك فجوات أقصر بين حالات الحمل ، لأن الكثيرات منهن ولدن طفلهن الأول في عمر متقدم".
وتنعكس هذه الصورة أيضاً في المملكة المتحدة ، حيث ارتفع عدد الأمهات الأكبر سنا في العقود الأخيرة ، لأن معظم النساء يركزن على حياتهن المهنية أولاً، ثم يتجهن إلى الأسرة لاحقًا.