وجود الدافع لاتباع أنماط صحية

أكدت دراسة جديدة أن مجرد توافر الحافز ووجود الدافع لاتخاذ قرارات واتباع أنماط  صحية، يمكن الشخص من الالتزام والتمسك بها أكثر، اذ وجد العلماء أن تحقيق الأهداف - مثل التخلي عن الشرب أو التدخين - يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بمقدار الثلث، وتناولت الدراسة على نطاق واسع آثار الإقلاع عن التدخين، والحد من تناول الكحول -لنصف مليون بريطاني-، والحفاظ على مؤشر كتلة جسم منخفض .(BME)وممارسة الرياضة بانتظام وتناول نظام غذائي صحي.

ووجد أن كل سلوك أو نمط منفرد مما سبق يؤدي إلى انخفاض فرصة الإصابة بالسرطان بنحو 8 في المائة. ولكن عند اتباع الأساليب والأنماط الصحية السابقة معا فإن المخاطر الصحية تنخفض بشكل عام لحوالي الثلث - ومن المرجح أن يكون هناك انخفاض أكبر في الوفيات الناجمة عن هذا المرض.

ووقد حلل باحثون من جامعة كارديف بيانات 343150 شخص من بيوبنك في بريطانيا لتحديد السلوكيات الصحية الخمسة ومقارنتها بخطر الإصابة بالسرطان وقد تراوح عمر الاشخاص بين 40 و 69 عاما، وتم تشخيص 285،14 مريضا بالسرطان خلال فترة متابعة استمرت أكثر من خمس سنوات.

ووجد الفريق أن اعتماد جميع السلوكيات الصحية المدروسة معا أدى الى خفض سرطان الامعاء بنسبة تصل الى  25 و 35 في المائة وكذلك وسرطان الثدي - الذين يعدوا الشكلان الاكثر شيوعا للمرض. وقد زاد خطر الإصابة بالسرطان في بريطانيا بحوالي 37 في المائة للأشخاص الذين ولدوا في عام 1930 و50 في المائة بالنسبة لأولئك الذين ولدوا في عام 1960.

وتعزي الزيادة إلى حد كبير إلى تزايد سن السكان، ولكن حتى بعد أخذ ذلك في الاعتبار، ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان على مدى السنوات العشر الماضية بنسبة 3 في المائة لدى الرجال و 8 في المائة لدى النساء .وفي بريطانيا، يمثل سرطان البروستاتا 26 في المائة وسرطان القولون والمستقيم 13 في المائة من جميع أنواع السرطان الأخرى. بينما يمثل سرطان الثدي 31 في المائة وسرطان القولون والمستقيم 10 في المائة وتمثل هذه السرطانات مجتمعة أكثر من نصف الأورام الخبيثة في مجموع السكان.

وقال البروفيسور إلوود: "أنماط الحياة الصحية التي يتبعها المشاركون ترتبط عكسيا مع خطر الإصابة بالسرطان" ."وتضيف هذه الدراسة أدلة قوية على الفوائد الصحية كبيرة لاتباع السلوكيات الصحية كعدم التدخين، وانخفاض مؤشر كتلة الجسم، ممارسة النشاط البدني بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي وخفض تناول الكحول".

وأوضح فريق البحث أن النتائج قد لا تبدو مثيرة للدهشة، ولكنها بمثابة تذكير بالأهمية الكامنة وراء تحويل القرارات إلى خيارات دائمة لنمط الحياة. وقال البروفسور إلوود إن المشكلة الحقيقية بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون القرارات هي ترجمة الفكرة الغامضة من خيارات فقط إلى نمط الحياة "جيد" - وهذا ما توفره هذه الدراسة. وأضاف "أن اتباع أسلوب حياة صحي لة فوائد إضافية كثيرة غير الحد من السرطان -و لا يكلف شيئا، وليس له آثار جانبية غير مرغوب فيها، وأفضل من تناول اية عقاقير". ونشرت النتائج في مجلة "إيكانسر مديكال سيانس".