واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت أبحاث حديثة، أنّه يمكن للنساء بعد انقطاع الطمث الحصول على مبايض كاملة النمو في المختبر بدلا من الأدوية الهرمونية لعلاج الأعراض المنهكة بدون زيادة خطر الإصابة بأمراض مميتة.
وتوصلت أبحاث حديثة على الفئران، إلى أن الهندسة الحيوية للمبايض الاصطناعية يمكن أن تعمل على إعادة إنتاج المبايض لبويضات قابلة للنمو بعد انقطاع الطمث لتكون بديلًا طبيعيًا من العلاج بالهرمونات للنساء والتي تعتمد عليها معظم النساء لتعويض فقدان هرمون الاستروجين في أواخر سن الأربعين والخمسين، والتي لا ينصح باستخدامها على المدى الطويل حيث تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الثدي.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وجد فريق من معهد "ووك فوريست" للطب التجديدي في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة، أن المبايض المهندسة كانت أكثر فعالية من عقاقير العلاج الهرموني في تحسين صحة العظام والرحم وتكوين الجسم.
وأوضح الدكتور إيمانويل أوبارا، أستاذ الطب التجديدي في المعهد، أن العلاج مصمم لإفراز الهرمونات بطريقة طبيعية بناء على احتياجات الجسم، بدلًا من أن تناول المريض جرعة محددة من الأدوية كل يوم. كما يمكن أن تتطابق الجرعة مع احتياجات الجسم، بالاضافة إلى أنها تتفق مع المبادئ التوجيهية الحالية في الولايات المتحدة وأوروبا والتوصية بأقل جرعات ممكنة من علاج الهرمونات البديلة.
وعزل الباحثون في تجاربهم على الفئران، نوعين من الخلايا الموجودة في المبيضين (ثيكا و غرانولوسا)، واستخدموا غشاء رقيقًا كعلاج للخلايا، ثم تم زرعها في الفئران التي تمت إزالة مبايضها، ومن ثم تمت مقارنة حالة الفئران مع نظرائها من الفئران ذات المبايض العادية، وغير المعالجة بالاضافة إلى مجموعة من الفئران الذين تلقوا إما جرعة منخفضة أو عالية من الأدوية البديلة التقليدية.
ونظرت الدراسة إلى ثلاثة مجالات تتأثر عادة بفقدان وظيفة المبيض: تكوين الجسم وصحة العظام وصحة الرحم. ومن المعروف أن فقدان وظيفة المبيض يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم وزيادة الوزن. ووجدت الدراسة أن النظم القائمة على الخلايا أدت إلى نسبة أقل في مستويات الدهون في الجسم من الجرعة المنخفضة من العلاج بالعقاقير التقليدية وكان لها نفس النتائج مع الحيوانات ذات المبايض سليمة. ومن المعروف أن نقص الاستروجين يمكن أن يؤدي أيضا إلى هشاشة العظام والكسور، ووجدت نتائج الأبحاث أن العلاج الجديد أدى إلى نتائج أفضل من الأدوية البديلة التقليدية فيما يتعلق بصحة العظام.
ومن المعروف أيضا أن فقدان وظيفة المبيض له آثار ضارة على الجهاز التناسلي والبولية، بما في ذلك العجز الجنسي وسلس البول، وقيّم الباحثون الأنسجة الرحمية في حيوانات الدراسة ووجدوا أن صحة الرحم في الحيوانات المعالجة بالخلية كانت مشابهة للحيوانات ذات المبايض السليمة.
وقال الدكتور أوبارا '' من المرجح أن يصبح استبدال العلاج الهرموني آمن ومتزايد الأهمية مع تزايد عدد النساء المسنات""ما إذا كان فقدان وظيفة المبيض يرجع إلى إزالة جراحية، أو علاج كيميائي أو انقطاع الطمث، يمكن أن تتراوح الآثار من جفاف المهبل إلى العقم وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب".ويحتاج الفريق الآن إلى التأكد من فعالية العلاج على النساء.