نظام غذائي صحى

كشفت دراسة حديثة أنّ الاختلافات في حجم هيكل المخ قد تُؤثّر على قدرة الشخص على اتباعه نظام غذائي معين، ووفقا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أوضح الباحثون الذين ينتمون إلى مجموعة من المؤسسات المختلفة بما في ذلك جامعة السوربون في باريس ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، عندما تكون منطقتان في الجزء الأمامي من الدماغ أكبر حجمًا، فمِن الأرجح أن يختار الفرد اتباع نظام غذائي صحي، بينما يختار نظام غذائي ذا عناصر مرتفعة السعرات الحرارية عندما تكون تلك المناطق في المخ أصغر حجما.

ويعتقد خبراء التغذية بأن النجاح في اتباع الأنظمة الغذائية الصحية يعتمد على الإرادة ليس إلا، ومع ذلك، يقول العلماء إن هذا دليل جديد على أنه -بغض النظر عن مدى صعوبة محاولتك- حجم العقل هو الذي يحدّد خيارات الطعام التي تدرجها ضمن وجباتك اليومية.

ومن خلال دراستهم، نظر الباحثون في بيانات من 4 دراسات مختلفة درست طريقتين لاختيار الناس لعناصر الطعام، كانت الطريقة الأولى اختيار المشاركين عناصرهم الغذائية على أساس المذاق أو الصحة أو اختيار الأطعمة بالطريقة المعتادة، أما الطريقة الثانية فحاول المشاركون أن ينأوا بأنفسهم عن الأطعمة التي يريدونها والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية، كما خضع المشاركون في الدراسة -78 امرأة و45 رجلا- لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي.

بعد تحليل عمليات المسح، وجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم حجم أكبر في منطقتين في الجزء الأمامي من الدماغ، قشرة الفص الجبهي الأمامي والبطني، يتمتّعون بمزيد مِن التحكّم في النّفَس ويختارون عناصر غذائية صحية.

البحث الذي نُشر في مجلة "JNeurosci" العلمية، هو الأوّل من نوعه ليشير إلى أنّ هذه العلامات تلعب دورا مهما في كيفية اتخاذ القرارات عندما يتعلق الأمر بالصحة.

ولاحظ فريق البحث أن بنية الدماغ يمكن أن تتغير بمرور الوقت بسبب نمط حياة الشخص، بمعنى أن ما تأكله يمكن أن يغيّر مباشرة تشكيل مخك وكيفية عمله.

ويأمل الباحثون أن تشمل التدخلات الغذائية الأخرى التي تركز على تعزيز الخيارات الغذائية الصحية النظر إلى هاتين المنطقتين.

يعتمد البحث الجديد على دراسة حديثة وجدت أن الحميات الصحية ترتبط بحجم أكبر من أنسجة المخ والتي أجريت في المركز الطبي لجامعة إيراسموس في روتردام بهولندا، ووجدت الدراسة أن جودة النظام الغذائي بشكل عام ترتبط بحجم الدماغ الكلي الأكبر، والمادة الرمادية، والمادة البيضاء.