السير ببطء

كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها فريق من العلماء الأميركيون ، أن  المشي ببطء مؤشر على بداية الخرف الناتج عن كبر السن والشيخوخة ، كما أن العلاج المبكر لمثل هذه الحالة يؤخر الإصابة بالخرف.

ووفقًا لموقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية ، حدد فريق الباحثين في كلية الدراسات العليا للصحة العامة، جامعة بيتسبيرج  في بنسيلفانيا، التغيرات في الدماغ التي تفسر السبب، واكتشفوا أن الأشخاص الذين يعانون من بطء المشى يظهر عليهم انكماش منطقة الحصين في الدماغ.

وأوضح الباحثون أن منطقة "الحصين" الموجودة في الدماغ هي مماثلة في الشكل إلى "فرس البحر" ، وترتبط في المقام الأول مع الذاكرة والقدرة في الحفاظ على الموقف.

وتشير النتائج التي نشرت في المجلة الطبية "نيورولوجي" التابعة للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب إلى أن الخرف يمكن أن يعالج فى وقت مبكر إذا كان الأطباء يقيسون بانتظام سرعة المشي للمرضى الأكبر سنًا ومشاهدة التغييرات مع مرور الوقت.

وأكدت الدراسة التي استمرت 14 عامًا ، وجد الباحث "أندريا روسو"، أستاذ في جامعة بيتسبيرج ، أن الوقاية والعلاج المبكر يحد من العبء العالمي لمرض لخرف ، حيث أن هناك 850 ألف شخص يعانون من الخرف بالمملكة المتحدة، ومن المقرر أن يرتفع إلى أكثر من مليون في حلول عام 2025، وإلى مليوني بحلول عام 2051.

وقال روسو، في بيان صحافي للجامعة " إن دراستنا لا تتطلب سوى ساعة توقيت وشريطًا ومدرجًا طوله 18 قدم ، مع نحو خمس دقائق من الوقت مرة كل عام أو نحو ذلك ، وينبغي على الأطباء أن تنظر إلى أن أمراض الدماغ يمكنها أن تقود إلى تباطؤ المشى وانخفاض القدرة المعرفية والذاكرة والتفكير والذاكرة العاملة.

وأُجريت الدراسة على 175 شخصًا ، تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عام ، و كلهم يتمتعون بصحة جيدة ووظيفة ذهنية طبيعية في بداية فترة الدراسة، وتم اختبار المشاركين وملاحظتهم بصورة منتظمة فكلما كانت مشيتهم وخطوتهم أبطأ كان ذلك مؤشرًا لإصابتهم بالخرف مع الأخذ في الاعتبار أن البطء في المشي من الممكن أن يكون ناجمًا عن ضعف العضلات وألم في الركبة والأمراض، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.

وتعد منطقة "الحصين" في الدماغ الوحيدة التي تقلصت مما تسببت في تباطؤ المشي و ضعف الإدراك ، حيث أنها تتحكم في الذاكرة والتوجه المكاني ، والقدرة على التوازن اثناء الراحة والحركة ، كما كشفت الدراسة إن 47 % من المشاركين كافة تباطئت حركتهم مع مرور الوقت، بمقدار 0.1 ثانية في العام.