تناول الفشار

يستطيع الأشخاص الاستمتاع بالأطعمة والمشروبات والأدوات المفضلة الخاصة بهم لفترة أطول من خلال الطريقة التي يستخدمونها للحفاظ عليها رونقها، كما يقول الخبراء.ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا تعني أن الأشياء التي تجعلنا سعداء تصبح أكثر صعوبة للشعور بنكهتها ومذاقها كما اعتدنا عليها.

وتضيف الصحيفة، أن آخر قضمة من البيتزا أو كأس النبيذ الثاني لا نشعر بمذاقه مثلما حدث أول مرة نظرًا لأننا نتكيف بسرعة مع نتائجها وتأثيراتها علينا.ولكن العثور على طرق جديدة للتمتع بالأشياء من الممكن أن تجعلنا نتمتع بها- مثل تناول الفشار باستخدام عيدان تناول الطعام، أو تناول البيتزا من القشرة الداخلية، أو شرب الماء من كأس النبيذ أو حتى مظروف شحن - فكل ذلك يمكنه أن يجعلك تتمتع بقدر من متعة الحياة لفترة أطول.

وقال البروفيسور روبرت سميث، من جامعة ولاية أوهايو، والبروفيسور إد أوبراين، في هذا الجزء قائلين "هذا التكيف مع الأشياء يحدث بسرعة ودومًا، خاصة مع الأشياء التي تجعلك أكثر سعادة، فعند فتح زجاجة من الشراب المفضل لك ووضعها على شفتيك، تجد أن متعة المذاق الأول ذهبت إلى حيث رجعة.

أو عند شرائك سيارة جديدة وتظن أنها ستجعلك تبتسم في كل مرة تقود فيها إياها لسنوات، لكن بعد شهر، يزول ذلك الشعور من عندك، إنه الشعور بالتكيف.وقدما الثنائي نصيحة قائلين "انظر حولك وفكر في مدى استمتاعك بالأشياء التي تحيط بك في البداية، ثم فكر في مدى استمتاعك بها اليوم، والآن يكون من الرائع الحصول مجددًا على هذه المتعة الأولى؟.

ففي سلسلة من الدراسات التي ستنشر قريبًا في إحدى النشرات النفسية والاجتماعية، وجدنا أن استهلاك الأشياء بطرق غير تقليدية يعزز من التمتع بها.وتابعا حديثهما: "في إحدى الدراسات، طلبنا من 68 مشاركًا تناول بعض الفشار. وتتم تقسيم المجموعة إلى نصفين مجموعة تأكل الفشار بالطريقة العادية، والمجموعة الأخرى تتناوله باستخدام عيدان تناول الطعام"

 

وأظهرت النتائج أن أولئك الذين يأكلون بعيدان تناول الطعام يتمتعون بالفشار أكثر بكثير من الآخرين الذين تناولوه بالطريقة العادية، على الرغم من أن كلتا المجموعتين قيل لها أن تأكل بنفس السرعة.ويرجع ذلك إلى شيء معروف لدى علماء النفس، فعندما يبدو شيء ما جديدًا، يدفع الأشخاص للمزيد من الاهتمام به.

وعندما يهتم الأشخاص به، فإنهم يميلون إلى الاستمتاع به أكثر، وهذا ما يوضح السبب في أن الكثير من الناس يبحثون عن الكثير من التنوع فيما يستهلكونه.ولذلك اقترح الباحثان في دراستهما أن الشخص عليه ألا يستبدل الشيء بمجرد أن يتكيف ويعتاد عليه، وعليه محاولة استخدامه أو التفاعل معه بطرق غير تقليدية.

وفي تجربة أخرى، تم دراسة 300 شخص وطرقهم غير التقليدية في استهلاك الماء، والتي تراوحت ما بين الشرب في كوب النبيذ أو قدح السفرة أو الشرب مثل القطة، أو في مظروف الشحن.

وحينما قيل لهم أن يأخذوا خمس رشفات من الماء ويتجاوبوا معها، وجد أن الأشخاص الذين استخدموا الطرق التقليدية أصبحوا يستمتعون بالماء أقل، عن الأشخاص الذين استخدموا طرقًا متنوعة، والتي حفزت لديهم التمتع أكثر بشرب المياه.

طريقة أخرى اقترحها البحث خاصة للمطاعم والمحال الذين يقدمون وجبات سريعة، ففي حين لا يوجد حد لتقديم طرق مختلفة لنفس الشيء القديم، قال البحث إن الإبداع والتنوع تعد فرصة سانحة للشركات لتحفيز عملائها على كيفية تناول طعام واحد بشكل ممتع مثل أول تناول له.

فعلى سبيل المثال، عندما يتناول الأشخاص شرائح قليلة من البيتزا في أحد المطاعم، فإنهم يستهلكونها عادةً بالطريقة العادية نفسها، وتعد هذه مشكلة إذا كان الناس يستمتعون بآخر شريحة باستمتاع أقل بسبب الشبع والتغير في طعم الشريحة الأولى والاعتياد عليها.

لذا ابتكرت الدراسة طرق متنوعة للتمتع بتناول الطعام كله، وذلك بتناوله في غرفة مظلمة، أو تناول البيتزا بالعيدان، أو الشخص معصوب العينين، فالتنوع يعطى نكهة للحياة.