لندن_ كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة أن اختيار توقيت تناول وجبات الطعام هو المفتاح الحقيقي لفقدان الوزن، بصرف النظر عن عدد السعرات الحرارية التي نستهلكها. وأشارت نتائج الدراسة التي أجراها علماء من مركز جامعة جنوب غرب تكساس الطبية، إلى أن ما يبذله الإنسان من جهود لفقدان الوزن، قد يكون غير فعال إذا كنت تغفل الأوقات الصحيحة، لتناول وجبات الطعام الخاصة بك.
وعزز نظام تغذية عالي الدقة لفئران المختبرات، فكرة أن وقت تناول الطعام أكثر أهمية لفقدان الوزن من كمية السعرات الحرارية التي يتناولونها، ووجدت الدراسة أن الفئران الذين اتبعوا نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، وتناولوا وجباتهم خلال اليوم، فقدوا الكثير من وزنهم على عكس الفئران الذين تناولوا وجبات طعامهم أثناء الليل، على الرغم من استهلاك نفس الكمية من السعرات الحرارية، فلم يجنوا نفس النتائج.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جوزيف تاكاهاشي، "بترجمة هذه النتائج إلى السلوك البشري، تشير هذه الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي لن يكون فعالا، إلا إذا تم استهلاك السعرات الحرارية خلال النهار في الوقت الذي نكون فيه مستيقظين ونشطين".
وأشارت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "Cell Metabolism"، إلى أن تناول الطعام في الوقت الخطأ في الليل، لن يؤدي إلى فقدان الوزن حتى لو تم اتباع نظام غذائي، وفقا للدكتور جوزيف تاكاهاشي، رئيس قسم علم الأعصاب في معهد جنوب غرب بيتر أودونيل والباحث بمعهد هوارد هيوز الطبي. وفضلا عن التأثير على الوزن، يعتقد العلماء أن توقيت تناول الطعام يؤثر على إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم على مدار 24 ساعة. وهذا قد يفسر كيف تؤثر العادات الغذائية على العمر. وعززت الدراسة ذلك عن طريق اختبار دورات "النهار/ الليل"، لفئران التجارب تحت جداول التغذية المختلفة.
وتم تقسيم مجموعتين من الفئران، تتناول وجباتها في الوقت الخطأ خلال دورة عادية، واحدة منهم مع 30 في المائة أقل من السعرات الحرارية، وواحدة مع غذاء غير محدود في الليل. وأشارت إلى أنهم قد يعانون من الحرمان من النوم المزمن، على حد قول الباحثين، فإن هناك مجموعة من البحوث التي تكشف ارتباط مشاكل النوم بزيادة خطر السمنة.
وأضاف تاكاهاشي "لقد عرف منذ عقود أن تقييد السعرات الحرارية يطيل العمر لدى الحيوانات، ولكن هذه الأنواع من الدراسات من الصعب جدا إجرائها، لأنها تتطلب التغذية على مدى سنوات عديدة، وهذا النظام الآلي، والذي يمكن توسيع نطاقه لدراسات طول العمر الكبيرة والطويلة جدا، يوفر وسيلة لمعالجة الأسئلة المفتوحة حول آليات طول عمر لدى الثدييات، ولذلك تستخدم الدراسات القصيرة لمحاولة الوصول لنتائج مفيدة".