جهاز طبيّ جديد يضخّ مادة الإنسولين لمرضى السُكري بدقة

قاربت الأيام التي يحتاج فيها مرضى السكري إلى حقن أنفسهم بالإنسولين على النفاد، بفضل المضخّة التي يتحكم فيها تطبيق جديد يمكن ارتداؤه على الذراع أو المعدة، مع قدرته على تقديم الأدوية المنقذة للحياة على مدار الساعة.ويحتوي التطبيق على جهاز لاسلكي وماء لتعقب النشاط، ولا يختلف عن تلك التي وجدت في نطاقات اللياقة البدنية، والتي يمكنها قياس مستويات السكر في الدم ومعايرة كمية الدواء اللازم تلقائيًا، ويمكن برمجتها من قِبل وحدة تحكم في اليد بحجم الهاتف الذكي، إذ يتم دفع كميات محددة من الإنسولين من أنبوب متكامل من خلال كانيولا في مجرى الدم.

ويتصل الجهاز أيضًا لاسلكيًا بتطبيقات عبر الإنترنت، والتي تحافظ على سجل تلقائي من العلاج، وترصد سجلات ومستويات الجلوكوز بشكل مستمر، ويمكن الإطلاع على البيانات عبر الموقع من قِبل المستخدمين، والآباء المرضى الصغار، والأطباء.

ومرض السكري هو الحالة التي تصبح فيها مستويات السكر في الدم، أو الجلوكوز مرتفعة جدًا، وينتج عن غدة البنكرياس، وهي جزء من الجهاز الهضمي، كما أنه يؤدي إلى عدم إنتاج أو عدم كفاية كميات الإنسولين، الهرمون الذي يتحكم في مستويات السكر في الدم، والداء من النوع الأول يتسبب عن طريق انغلاق النظام المناعي على الذات ومهاجمة البنكرياس الصحي، وهو يصيب نحو 400 ألف شخص في بريطانيا، أما السكري من النوع الثاني، حيث لا يتم إنتاج الإنسولين بشكل كافٍ لتلبية الطلب، ويؤثر على أكثر من ثلاثة ملايين شخص، ويشمل عوامل خطر زيادة الوزن والتقدم في العمر سريعًا.

وجميع الذين يعانون من داء السكري من النوع الأول، يعالجون عن طريق الإنسولين الصناعي، وهذا الهرمون يصل مباشرة إلى مجرى الدم ويتناول تقليديًا على شكل حقن، والجانب السلبي هو أن المرضى يكونون في حاجة إلى الحُكم على كمية الإنسولين ذاتيًا اعتمادًا على ما تناولوا ودرجة نشاطهم، فإذا تم ضخ القليل منه مع مستويات عالية من السكر، يمكن أن يسبب مضاعفات على المدى الطويل، أما الكثير منه يترك المريض في خطر نقص سكر الدم، وهذا يمكن أن يسبب فقدان الوعي والتشنجات.

وتم تصميم علاج مضخّة الغنسولين لمحاكاة الطريقة التي يعمل بها البنكرياس، وتوفير إمدادات ثابتة من الإنسولين التي يمكن تعديلها وفقًا لحاجة الفرد، والتعويض عن النشاط اليومي وتناول الطعام؛ من أجل تجنب الارتفاعات المرتبطة بوجبات الطعام أو تدني نسبة الإنسولين، والمضخّة الجديدة التي طورت من قِبل شركة سيلنوفو الويلزية، تمّت الموافقة عليها من قِبل المعهد الوطني للصحة والرعاية لنظام التأمين الصحي، وهو في حجم علبة الكبريت.

ويتعلق على الجلد بلاصقة ويربط إلى أنبوب صغير يدخل الجسم، وعن طريقه يتم تسليم الإنسولين، وتستخدم المضخّة التي تعمل بالبطارية على "محرك الشمع" لدفع كميات محددة من الإنسولين عن طريق استخدام الحرارة لخلق حركة، ويوجد داخل الجهاز قطعة صغيرة من الشمع، وعندما يقرر الجهاز أنه يحتاج إنسولين، يزيد من درجة حرارة الخزان المعدني الذي يحتوي على الشمع، وحينها يذوب الشمع ويتسع بنسبة تصل إلى 20% من حجمه.

وفي الوقت الذي يتسع فيه، فإنه يتم دفعه إلى لوحة معدنية، والتي بدورها تضغط على المكبس الذي يدفع الإنسولين من وإلى القنية، ومنها إلى مجرى الدم، وبعد الاستعمال، يتصلب الشمع وينكمش، مع الضغط على المكبس، وتسمح هذه التقنية بدرجة دقة أكبر بكثير من المضخّات الأخرى، التي تعتمد على الضغط الميكانيكي لإيصال الإنسولين.