لندن ـ كارين إليان
كشفت دراسة حديثة جديدة أن الحوامل اللواتي يأخذن لقاح الإنفلونزا في الشتاء ينخفض لديهن خطر موت الجنين إلى أكثر من النصف، وحدوث مضاعفات بما في ذلك الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
وتقدم خدمة الصحة الوطنية لقاح الإنفلونزا المجاني لجميع النساء الحوامل، جنبًا إلى جنب مع كبار السن والذين يعانون من أمراض مثل الربو والسكري، ولكن الإقبال منخفض، فنحو 42% من النساء الحوامل حصلن على اللقاح في الشتاء الماضي في ما 44% فقط حصلن عليه في الشتاء الذي سبقه.
وحثّ الأطباء النساء على الحصول على اللقاح لأنه يقلل من خطر حدوث مضاعفات، بما في ذلك الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة، ويحمي الطفل في الأشهر القليلة الأولى من حياته، ولكن الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة ويسترن في أستراليا تقدم أدلة أنه يحمي أيضًا من مأساة ولادة جنين ميت، وحلل الفريق بيانات ما يقرب من 58 ألف حالة ولادة وقعت خلال فصل الشتاء في أستراليا بين العامين 2012 و2013، ووجدوا أن فرصة ولادة طفل ميت بعد الأسبوع الـ20 من الحمل انخفضت إلى نسبة 51% عند تلقي اللقاح.
ويعتقد العلماء أن السبب يعود إلى أن الإنفلونزا تزيد مخاطر ولادة جنين ميت، ووجدوا أيضًا أن معدلات ولادة جنين ميت زادت بعد تفشي الإنفلونزا وانخفضت خلال الأشهر التي تسبق موسمها، وقال العلماء القائمون على الدراسة "هناك الكثير من النتائج في دراستنا تدعم وجود رابط بين الإصابة بالإنفلونزا وولادة جنين ميت، وكان معدل ولادة جنين ميت أعلى بعد فترات انتشار الفيروس مقارنة بفترات سابقة له، ستكون هذه النتائج مفيدة للتوصل إلى الفوائد المحتملة للقاح الإنفلونزا الموسمي للأمهات الحوامل، وبالنظر إلى المجموعة المتزايدة من الأدلة التي تدعم الفوائد الصحية للأم والرضيع، هناك حاجة إلى تضافر الجهود لتحسين تغطية لقاح الإنفلونزا الموسمية بين الحوامل".
وخلص الفريق إلى نظريته عندما اخترها على إنفلونزا الخنازير أو فيروس أن1 أتش 1 قبل سبعة أعوام، فلاحظوا أن التطعيم الشامل ضد الفيروس أدى إلى انخفاض موت الجنين، وأوضح مؤلف الدراسة أنيت ريغان "خلال فترة وباء أن 1 أتش 1 العام 2009 شهد انخفاض موت الجنين داخل الرحم بعد التطعيم، وتظهر نتائجنا المثيرة بشكل خاص؛ لأنها مكنتنا من التوصل إلى نفس الطريقة للحماية من الأوبئة الموسمية في فصل الشتاء، ولسوء الحظ نحن نعلم أن 40% من النساء الحوامل غير محصنات من الإنفلونزا، ونأمل بأن تقنع هذه النتائج الحوامل بالحصول على اللقاح كل عام".
ويُعرِّض الحمل النساء إلى خطر متزايد لتطوير مضاعفات خطيرة تتعلق بالإنفلونزا بما في ذلك ضيق التنفس أو الالتهاب الرئوي، ويشعر الأطباء بالقلق من الإنفلونزا على سلامة الجنين وينصحون النساء بأخذ التطعيم، وتدعم نتائج الدراسة الجديدة سلامة تطعيم الإنفلونزا أثناء الحمل، وقد انخفض عدد المواليد الميتين في بريطانيا في الأعوام الأخيرة إلى 3286 طفلًا العام 2013 أي طفل من بين 240 حالة ولادة.
ولا تزال بريطانيا من أعلى معدلات ولادة أجنة ميتين في العالم المتقدم فهي تأتي في المرتبة الـ21 من أصل 35 دولة غنية ومتقدمة في العالم، ويشير رئيس مراقبة الإنفلونزا في الصحة العامة، ريتشارد بيبودي "نتائج الدراسة هذه واعدة وتشير إلى حقيقة معروفة جيدًا أن لقاح الإنفلونزا يقدم للنساء الحوامل ومواليدهن حماية مهمة، ونحن نشجع إجراء المزيد من البحوث التي يتعين فيها اتخاذ إجراءات للتأكد من نتائج هذه الدراسة، وتوصي الصحة العامة النساء الحوامل بالحصول على تطعيم ضد الإنفلونزا لحماية أنفسهن وأطفالهن، وتشير الدراسات إلى أن لقاح الإنفلونزا أن أثناء أيّة مرحلة من مراحل الحمل من الأسابيع الأولى وحتى الولادة، ويوفر اللقاح حماية للأمهات أثناء الحمل".
وارتفعت معدلات الإنفلونزا بشكل غير متوقع في الأسابيع الأخيرة مع عدد لأعلى من المرضى أكثر من أي وقت مضى في الأعوام الخمسة الماضية، ويؤكد الخبراء أنه لا سبب محدد لهذه الزيادة فديناميكية الفيروس لا يمكن التنبؤ بها، وعادة ما يكون شهري تشرين الثاني/نوفمبر أو كانون الأول/ديسمبر هما فترتي الذروة إلى جانب كانون الثاني/يناير ثم تختفي في آذار/مارس، ولكن المعدلات هذا العام ارتفعت منذ بداية العام وحتى الأسابيع القليلة الماضية.
وأوضحت مدير القابلات في الكلية الملكية للقابلات، لويز سيلفيرتون "هذه الدراسة الأخيرة تظهر مدى أهمية لقاح الإنفلونزا، وتأثيره على النساء الحوامل، فيمكن أن يقلل خطرًا كبيرًا على الأم والطفل، ونحن نوصي النساء الحوامل بشدة لأخذ التطعيم ضد الإنفلونزا لحماية أنفسهن وأطفالهن من آثارها".