ملياردير بريطاني

تلقى كيفن ويتكروفت هدية عيد ميلاد غير عادية من والديه عندما كان في الخامسة من عمره، تمثلت في خوذة من الرصاص من طراز "إس إس"، والتي كان قد طلبها على وجه الخصوص.

وطلب ويتكروفت في العام التالي، وفي مزاد للسيارات في مونتي كارلو، من والده المليونير سيارة "مرسيدس" من طراز "G4"، التي قادها هتلر في السوديت في عام 1938، ورفض توم ويتكروفت شرائها، ما جعل ابنه كيفين يبكي طوال الطريق إلى البيت.

وتبلغ ثروة كيفن ويتكروفت الذي يبلغ الآن 55 عامًا، 120 مليون جنيه إسترليني، ويعيش في ليسسترشاير، حيث يرعى محفظة والده العقارية ويشرف على إدارة مضمار السباق ومتحف السيارات دونينغتون بارك الذين يمتلكهم أيضا، وكان شغفه المسيطر على حياته، هو ما يسميه مجموعة ويتكروفت، والتي تعتبر على نطاق واسع أكبر تراكم في العالم من المركبات العسكرية الألمانية والتذكارات النازية.

وحفظت مجموعة ويتكروفت بشكل سري، وتحت حراسة مشددة، في مباني ويتكروفت الصناعية بالقرب من سوق هاربورو، أو في منازله في ليسسترشاير، جنوب غرب فرنسا وجنوب غرب ألمانيا، ولا يوجد أي تقييم رسمي، ولكن بعض التقديرات تشير إلى أن قيمتها بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني.

ومن بين مجموعات الإنترنت من هواة الحرب العالمية الثانية، فتح ويتكروفت بحذر معرضه ليصل إلى جمهور أوسع، وأطلق موقع على شبكة الانترنت، ووضع عدد قليل من المركبات في متحف سياراته.

وعاد الأب توم ويتكروفت العامل في قلعة دونينجتون، من الحرب العالمية الثانية بطلًا، وذكر انه جاء أيضا مرة أخرى مع الزوجة الأملينشين ويتكروفت، والتي كان قد رآها للمرة الأولى من دبابة وهو ينسحب من قريتها في ولاية سكسونيا السفلى، وحقق توم، الذي توفي في عام 2009، الملايين من طفرة البناء في مرحلة ما بعد الحرب، ثم أمضى بقية حياته مبديا حماسته للسيارات.

ويصعب الحصول على الأرقام الدقيقة، ولكن قدرت قيمة التداول السنوي العالمي من سوق تذكارات النازية بما يزيد عن 30 مليون جنيه إسترليني، من خلال تجارة إما محظورة أو عبر تنظيم صارم في ألمانيا وفرنسا والنمسا وإسرائيل والمجر، ولم يكن هناك مزاد رئيسي يتعامل مع تذكارات النازية، وليس عبر موقع "إي باي"، وعلى الرغم من ذلك ،لا تزال الأعمال التجارية جارية مع الاهتمام من المشترين في روسيا وأمريكا والشرق الأوسط.

وذكر الصحافي الذي أجرى اللقاء مع ويتكروفت "عندما ذهبت لرؤية المجموعة والتقيت بويت كروفت في القطار في سوق هاربورو، قال له كيفين أريد أن يرى الناس هذه الأشياء، لا توجد طريقة أفضل منا لفهم التاريخ، ولكن أنا رجل واحد فقط، وهناك الكثير من تلك المجموعة".

وأشار إلى أنه اشترى أخيرًا مخزنين و12 حاوية شحن لإيواء مجموعته، موضحًا "ونحن في طريقنا إلى مستودعه الأول، صدمت من حجم كل شيء"، وأضاف "ونحن نمر بجانب طوربيدات وصواريخ V2، فضلا عن انه يملك سرب من 88 دبابة - أكثر من الجيوش الدنماركية والبلجيكية مجتمعة. ووقفنا بجانب دبابة بانزر 4، مغطاة بالصدأ و ثقوب الرصاص".

وبيّن مجري اللقاء في محاولة لتقدير قيمة الأشياء من حوله، "اكتفيت في مكان ما شمالا بـ50 مليون جنيه إسترليني"، مضيفا أن ويتكروفت حقق ثروة، تقريبا دون أن يدرك ذلك، وذكر كيفين "الجميع يفترض أني طفل مدلل من الأغنياء الذين يريدون أن ينغمسوا في هذه الألعاب، الأمر ليس كذلك على الإطلاق، والدي قدم الدعم لي، ولكني تمكنت من إثبات أن المجموعة تعمل ماليا".

ورُصد باب خشبي داكن بمسامير الحديد الثقيلة على جانب واحد منه في أحد المخازن، وأشار ويتكروفت إلى أن "هذا الباب زنزانة هتلر في ندسبرغ".

وبالقرب من الباب كان هناك ثلاثة أرفف من النبيذ الصدئة، علق ويتكروفت عليها "كانوا لهتلر، وسحبناهم من أنقاض بيرغوف (منزل هتلر في بركتشغادن) في أيار/مايو 1989، ونسف المكان في 1952، ولكن صديقي وأنا بحثنا في أنقاض المرآب".

وأضاف ويتكروفت "حصلت على تمثال نصفي هائل لهتلر، ولدي أكبر مجموعة من رؤوس هتلر في العالم، وهذا رأس جئت به من القلعة المهدمة في النمسا، واشتريته من المجلس البلدي".

وشوهدت السيارة التي بكى ويتكروفت للحصول عليها عندما كان طفلا، وبين "بكيت وبكيت لوالدي كي يشتري لي هذه السيارة، والآن بعد مرور ما يقرب من 50 عاما، حصلت عليها أخيرا"، ووقفا أمام صور موقعة من هتلر وجورينج.

وخلص ويتكروفت "أعتقد أنني يمكن أن أتخلى عن كل شيء آخر، غير السيارات، والدبابات، والمدافع، لأدولف وهيرمان، إنهم حبي الحقيقي"، وانتهى بالقول "اشتريت كل شيء، وأنام ​​في سريره، على الرغم من أنني قمت بتغيير الفراش" ذكر ذلك بابتسامة "خجولة، وتآمرية".