بيكاسو مع ميلي ميلر

يفتتح متحف "بورتريه غاليري" الاسكتلندي الوطني في عاصمة أسكتلندا، أدنبرة، معرضًا جذابًا تحت عنوان "غرفة أواني بيكاسو" الذي من المتوقع بأن يجذب أعدادًا كبيرة من الزوار المفتونين في فن الرسام العالمي بيكاسو وحياته واندماج الاثنين ليصنعا تاريخ الرسام الأسطورة.

كما ستتجه أعداد غفيرة من الزوار؛ لرؤية الصور التي عبرت عن علاقة الصداقة التي كانت تربط الأسطورة الاسباني مع المصورة الأميركية لي ميلر، وبالرغم من ذلك سيطرح المعرض لوحة واحدة من رسم بيكاسو، الأمر الذي يبدو قليلًا مقارنة مع اللوحات الستة التي رسمها للمصورة في صيف 1937، عندما التقيا للمرة الأولى في موغان، جنوب فرنسا؛ لقضاء العطلة مع مجموعة عريقة من الفنانين أمثال: مان راي، وبرتولد بريخت، وايلين آجار وغيرهم من الفنانين.

ما يعني أنّ عمل فني واحد لبيكاسو يساوي في قيمته أعمالًا لا تعد ولا تحصى لمعظم الرسامين، الأمر الذي توضحه لوحة  للي ميلر تظهر فيها وعينيها واسعتين ووجهها مشرق أصفر مع عدد من الخصائص المتغيرة، ما يجعل من الصعب التعرف عليها منذ الوهلة الأولى؛ إلا أنّ الصورة تعبر على نحو رائع عن فكرها الحيوي والدافئ والنابض حبًا للحياة.

ويبدو أن بيكاسو استوحى إلهامه من سلسلة الأعمال الفنية للرسام فان غوخ التي تحمل اسم " aka L’Arlésienne" لمالكة مقهى "أرلس"، مادام جينو، ويطرح بقية المعرض مجموعة مكونة من 100 صورة، تجمع معظمها بيكاسو وميلر، تم التقاطها أثناء لقاء الصديقين على مر السنين، ومن ضمنها بعض الصور التي تعبر عن الأحداث التي لا تنسى في عام 1944، عندما عملت على تغطية أحداث تحرير باريس كمصورة حرب لصالح مجلة "فوغ".

 كما توجد بعض الصور التي تعبر عن مفاجأة بيكاسو عند زيارتها له  في مرسمه داخل شارع "دي غراند أوغستين"، والتقاط أروع الصور سويًا وهما يضعان أيديهما فوق كتفي بعضهما البعض، حينها قال بيكاسو: "هذا أمر لا يصدق، أول جندي من قوات الحلفاء أراه امرأة، وها أنتي أمامي!".

وتأتي جميع الصور من أرشيف ميلر، وذلك على الرغم من أنّ الأعمال المعروضة لا تعبر عن الأسلوب "السريالي" الذي تتميز به  وتحقق من خلاله الريادة، فهي عبارة عن مجموعة من الصور الخاصة التي تعبر عن ولادة صداقتهما التي استمرت حتى وفاة الرسام في عام 1973، ثم توفيت بعد أربعة أعوام.

ويمكن مشاهدة مجموعة مميزة من الصور التي تعبر عن بعض اللحظات الخاصة التي كان يعيشها بيكاسو، فعلى سبيل المثال أثناء لعبه مع ابنه كلود، البالغ من العمر عامين على الشاطئ، وأثناء تبادل الضحك مع صديقه القديم جورج براك.