طفل مجند في أوغندا

كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، عن  تقرير حول الخلل النفسي الذي خلفه الأسر في الأطفال في أوغندا، والتي بدت واضحة في رسوماتهم التي لا تتناسب أبدًا مع براءة سنهم الصغير.

وجاءت رسومات الأطفال عبارة عن ميليشيا تطلق النار على الأسرى في وسط الأشجار، ومروحيات الجيش تطلق النار على الأعداء، وأدغال وسط أفريقيا مشتعلة بالنيران، وكان هؤلاء الأطفال اختطفوا مع والديهم على يد جيش الرب للمقاومة (LRA) في شمال أوغندا، حيث قضوا العديد من سنوات حياتهم في الأدغال ماشيين حفاة الأقدام حاملين أحمال ثقيلة لقادة التنظيم، أو حتى القتال من أجل الميليشيات.

ويتواجد هؤلاء الأطفال في مركز تأهيل الحرب في غولو، حيث يتم استخدام الفن كعلاج، جنبًا إلى جنب مع غيرها من التدخلات، لمساعدة المختطفين على التصالح مع ماضيهم المريع، والتعامل مع وصمة العار التي تحيط بهم لدى عودتهم.

ويعتقد أن حوالي 30 ألف شخص قد اختطفوا منذ عام 1986 من قبل جيش المتمردين بقيادة زعيم الحرب جوزيف كوني، وهذا يشمل الآلاف من الأطفال، الفتيان منهم أصبحوا جنودًا والفتيات أصبحن زوجات للمجندين قسريًا، وقد ولد أكثر من 1200 طفل لتلك الزيجات.

واستقبل المركز في جولو 15000 مختطف سابق منذ عام 1995، رغم أن الكثير منهم لديهم إصابات جسدية، إثر الطلقات النارية أو شظايا القنابل، إضافة إلى الضرر النفسي الذي يحاول المركز إصلاحه، وقضى بعض هؤلاء المختطفين أغلب حياتهم في الأسر، أحدهم قضى 18 عامًا، وكانوا يجبرون على الإغارة على أهالي قريتهم من أجل الاستيلاء على الطعام والنقود، وهذا ما يبرر سبب الكراهية وعدم الترحيب بهم لدى عودتهم، إلى جانب شعور هؤلاء الأطفال بانعدام الهوية، فالأطفال الذين ولدوا في الأسر يسألون: هل أنا أوغندي؟ هل أنا سوداني؟ هل أنا وليد الأدغال؟ والغالبية منهم لا يعرفون من أبوهم، والعديد من العائدين يجدون أنهم من الأسهل الاختلاط فيما بينهم، وكثيرًا ما يعودون إلى المركز على الرغم من مرور أشهر وسنوات على رحيلهم منه.

ويوجد داخل المركز جمعية خيرية أصغر تسمى Watye Ki Gen ، لتساعد على تحسين فرص العمل للنساء، اللاتي تعانين من صعوبة الزواج في المجتمع الذي ينظر إليهن على أنهن مجرمات.