المومياوات ثلاثية الأصابع

كانت مرفوضة دائمًا إلى حد كبير بصفتها خدعة من قبل المجتمع العلمي, ومع ذلك، يبدو أن منظِّري المؤامرة ما زالوا مفتونين بـ "المومياوات ثلاثية الأصابع" مع رؤوس طويلة عُثرعليها في بيرو العام الماضي, والآن، يزعم أحد الخبراء الروس أنه أجرى اختبارات الحمض النووي لإثبات أنها ليست بشرًا, حيث يعتقد الدكتور كونستانتين كوروتكوف، أستاذ علوم الكمبيوتر والفيزياء الحيوية في جامعة سانت بطرسبرغ الفيدرالية، أن المومياوات هي "كائنات فضائية", والدكتور كوروتكوف ليس غريبًا على الموضوعات المثيرة للجدل, فقد تعرض لانتقادات واسعة في عام 2008 عندما زعم أنه أنشأ كاميرا يمكنها تصوير الروح البشرية.

 

وعثر على واحدة من المومياوات، والمعروفة باسم ماريا، من قبل فريق بقيادة الصحافي المكسيكي المثير للجدل جيمي موسيان في أوائل عام 2017, ولفتت مجموعة الانتباه إلى الرأس المشوَّه للجسم والأصابع الطويلة في فيلم وثائقي قصير عن هذا الاكتشاف, وقال الدكتور كوروتكوف من جامعة سان بطرسبرغ في ذلك الوقت أن السمات لم تكن تشوهًا وأن البحث كان "مخلوقًا آخر، وهيومانويد )إنسان آلي ( آخر".

 

الآن يدعي الدكتور كوروتكوف أن فريقه أجرى اختبارات جينية على عينات الأنسجة المأخوذة من المومياء، وكذلك شخص آخر وجد في مكان قريب اسمه فافيتا، وفق تقارير سبوتنيك نيوز, وقالوا إن الجثث تعود إلى حوالي القرن الخامس الميلادي ويمكن أن تكون من خارج الأرض أو سيبورغ (السايبورغ هو كائن يتكون من مزيج من مكونات عضوية وبيو-ميكاترونية).

 

لكن الخبير البريطاني نايغل واتسون، مؤلف كتاب تحقيقات الطبق الطائر، قال إن الاكتشافات هي على الأرجح خدعة, وقال "أعتقد أن القصة كلها من العثور على هذه المومياوات مثيرة للضحك، وربما تكون مزيفة للغاية, الدليل الجديد يشير إلى أن ماريا هي إنسان، والشيء الغريب الوحيد هو أن لديها بنية أضلع غير عادية, وربما يكون هذا بسبب ما يطلق عليه المونتاج العظمي الذي يصنعه المزيفون.

 

وأضاف "إذا كنت تفكر في ذلك كيف يمكن للكائنات الغريبة ذوات ثلاثة أصابع الطويلة البقاء على قيد الحياة؟ سيكون الأمر أخرق بشكل لا يصدق، ويبدو من المشكوك فيه أنهم سيكونون قادرين على صنع كوب من الشاي، ناهيك عن طبق طائر, كما أنه لا يبدو جيدًا أن هذه الأخبار المحطِّمة للأرض زوِّدنا بها في الأصل عبر موقع إلكتروني يجب عليك الاشتراك فيه، بدلاً من القنوات العلمية المعترف بها رسميًا".

 

وقال نيك بوب، الذي كان يحقِّق في الأجسام الغريبة وألغاز أخرى لوزارة الدفاع، وهو خبير بارز في نظريات المؤامرة ، إنه يشك أيضًا في صحة هذا الاكتشاف, وقال "كل هذه القصص عن المخلوقات الفضائية المحنّطة - أو المحنطين للهجين البشري / الغريب - هي إما أخبار مزيفة، أو سوء فهم للتنوع البشري العادي،, وفي هذه الحالة، أشك في وجود خدعة، و" المومياء "تبدو أكثر كعارض مصنوع من الجص من أي شيء آخر, وإذا كان هذا حقيقيًا، فسنشاهد مقالات روجعت بواسطة الزملاء في مجلات مثل العلوم أو الطبيعة."

 

وزعمت المجموعة أن فافيتا كانت في التاسعة من عمرها عندما توفيت وكانت ماريا امرأة بالغة، مما جعلهم يعتقدون أنها أم وطفلها, وقال الدكتور كوروتكوف: 'فحص التصوير المقطعي يكشف عن هياكلها العظمية, فالأنسجة لها طبيعة بيولوجية وتكوينها الكيميائي يشير إلى أنها من البشر, حيث يحتوي حمضها النووي على 23 زوجًا من الكروموسومات، تمامًا كما هو الحال لدينا, وتبدو بشرية ولكنها ليست كذلك, فهيكلها التشريحي مختلف."

 

وأضاف الباحث عن الخوارق أن بنية ضلع هذه الأفراد تختلف عن بنية البشر، حيث إن العظام على شكل العارضة في الجزء العلوي ويتكون القفص الصدري من ضلعين نصف دائري, و أثار الدكتور كوروتكوف في السابق جدلاً عندما ادعى في عام 2009 أنه اخترع كاميرا يمكنها تصوير الروح, كما سبق له أن قدم مجموعة من التصريحات العلمية الزائفة عن قياس "الهالات" البشرية, وعلى الرغم من أن موقعه الإلكتروني يزعم أنه يعمل كباحث في "أكاديمية سانت بطرسبرغ للثقافة البدنية" وبوصفه رئيس "الاتحاد الدولي للتكنولوجيا الحيوية الطبية والتطبيقية"، فلا توجد علامات على وجود هذه المؤسسات عبر الإنترنت.