برلين جورج كرم
لا زال كتاب كفاحي السيرة الذاتية المليئة بالكراهية للزعيم النازي أدولف هتلر من أكثر الكتب مبيعًا بعد عام من سماح ألمانيا بإعادة نشره، حيث باع الكتاب 85 ألف نسخة وهو حاليًا في الطابعة السادسة في وقت تتزايد كراهية الغرباء وعدم الثقة في اللاجئين في البلاد، ويتم حاليًا إعادة النظر في تقديم نسخة بالإنجليزية من الكتاب للأسواق البريطانية والأميركية، ويقول أندرياس ويرشينغ مدير معهد التاريخ المعاصر الذي حصل على حقوق طباعة ونشر الكتاب من ولاية بافاريا "لقد أذهلتنا أرقام مبيعات الكتاب" .
ويمتلئ كتاب كفاحي بكراهية اليهود والسلافيين الذين كرههم هتلر منذ أيامه الأولى، وعندما كان هتلر في السلطة كان أمرًا إلزاميًا لكل أسرة في الرايخ الثالث أن تمتلك نسخة واحدة على الأقل من الكتاب، وأصبح هتلر غنيًا بسبب مبيعات الكتاب التي فاقت مبيعات الكتاب المقدس، وعندما انهارت النازية عام 1945 ذهبت كل ممتلكات هتلر بما في ذلك حقوق تأليف ونشر الكتاب إلى ولاية بافاريا حيث تأسس حزبه، وعارضت السلطات محاولات عدة لإعادة نشر الكتاب على مر السنين خوفًا من أن يصبح محك الإيمان للنازيين الجدد، ولكن عندما انتهت حقوق النشر والتأليف بعد 70 عامًا وافقت الدولة على إعادة طبع الكتاب بواسطة معهد التاريخ.
وتضم النسخة الجديدة من الكتاب توضيح لعنصرية هتلر وإصابته بجنون العظمة لردع القراء عن الإيمان بمعتقداته الملتوية، وفي أبريل/ نيسان أصبح الكتاب رقم 1 في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، فيما عارضت الجماعات اليهودية نشره، وأصر ويرشينغ " اتضح أن الخوف من أن يساهم النشر في تعزيز أيديولوجية هتلر أو جعلها مقبولة اجتماعيًا أو إعطاء النازيين الجدد منصة دعائية أمر لا أساس له تمامًا، وعلى العكس فالنقاض بشأن نظرة هتلر ومنهجه يتيح الفرصة لمعرفة أسباب وعواقب الأيديولوجيات الشمولية في الوقت الذي تكتسب فيه وجهات النظر الاستبدادية والشعارات اليمينة مكانًا على أرض الواقع".
وأشار ويرشينغ إلى أن الكثيرين ممن اشتروا النسخة الجديدة هم قراء يهتمون بالسياسة والتاريخ وليس من الرجعيين القدامى أو المتطرفين اليمينيين، وحصل المشروع على جائزة "المجتمع يحتاج العلوم" بقيمة 50 ألف يورو لمساهمته في الكشف عن تصريحات هتلر الكاذبة وتصحيح أخطاء واقعية وتوضيح السياق المعاصر، وتمت طباعة الكتاب أيضًا بواسطة الناشر اليميني Der Schelm دون وجود ملاحظات نصية ما حث القراء على الاعتماد على فهمهم الخاص.
ويكشف كتاب كفاحي عن أيديولوجية هتلر التي شكلت أساس النازية، حيث كتب هتلر عام 1924 عندما كان سجينًا في ولاية بافاريا بتهمة الخيانة بعد انقلاب بير هول، ويحدد الكتاب فكرتين أسايتين نفذهم هتلر كزعيم ألماني في الحرب العالمية الثانية وهما ضم الدول المجاورة للحصول على المجال الحيوي الذي يعيش فيه للألمان، وكراهية اليهود التي أدت إلى محرقة الهولوكوست، ونشر ما يقرب من 12.4 مليون نسخة من الكتاب في ألمانيا منذ عام 1936، وأعطت الدولة النازية نسخة إلى كل عروسين هدية زفاف.