الجدار الحدودي بين أميركا و المكسيك

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في سان دييغو، أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، عن 8 نماذج للجدار الحدودي المقترح، بطول 1900 ميل بين الولايات المتحدة والمكسيك، لوحات كبيرة من الخرسانة والمعدن تقف طويلة القامة مثل منحوتات الفن العام ، بدا بعضها مثل جدار برلين، والبعض الآخر مثل السجن، وبينما كان الرئيس ترامب يستعد لزيارة تلك النماذج الأولية في 30 يناير/كانون الثاني، بعد وقت قصير من إعلانه لإنهاء برنامج العمل المؤجّل للطفولة الوافدة، وهذه النماذج الأولية نفسها هي جزء من مشروع فني للفنان السويسري-الأيسلندي كريستوف بوشيل، وقد صمم الفنان عريضة على الانترنت للحفاظ على هذه النماذج الثمانية باسم "الآثار الوطنية"، ويقدم أيضا جولة للإنشاءات في 13 كانون الثاني / يناير.

وكتب بوشيل في بيان له أن النماذج الأولية، التي يسميها "التماثيل"، تحتاج إلى الحفاظ عليها لأنها "لها قيمة ثقافية كبيرة وهي فن الأرض التاريخية"، وتقع عريضة الفنان تحت مجموعة فنون جديدة غير هادفة للربح تسمى "ماغا"، اختصار لحملة "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، وهو يضع إطار للنماذج بوصفها "فن الأرض"، وهي حركة في الستينات كانت تستخدم المواد الموجودة  في الهواء الطلق لصنع أعمال فنية بيئية، ولم يكن القصد من هذه النماذج أن ينظر إليها بهذه الطريقة، بل هي تكليفات حكومية وكل نموذج يبلغ طوله 30 قدم، التي أنشأتها ست شركات بناء، وتكلف ما مجموعه 3.3 مليون دولار، وقد أثار المشروع تدفق واضح في وسائل الإعلام - وسألت صحيفة نيويورك تايمز "هل دونالد ترامب فنان تصوري؟" في حين تساءلت Wallpaper  "محاكاة ساخرة تفصيلية؟ لا يسعنا إلا أن نأمل ".

وتعزز عريضة الفنان، بطريقة أو بأخرى جدول أعمال ترامب السياسي، وقال كان بيلسل، أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة سان دييغو: "إن أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في الجدار الحدودي للرئيس ترامب هو توقع أن يكون كبيرا و جميلا "، وأضاف أن "الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك هي أداة سياسية حادة تقسم الأسر والمجتمعات المحلية، حيث أن هناك نصب تذكارية مرتجلة للذين لقوا حتفهم وهم يحاولون عبورها"، وتساءل بيسل: "كيف ستساعد عريضة" ماغا "في" تقديم عرائض لجعل نماذج الجدار الحدودي نصب تذكاري وطني "على مكافحة العنف في الجدار لكل من المجتمعات الحدودية؟ "إن خطر الحفاظ على النماذج الأولية هو مزيد من تجميل الجدار الحدودي وقبوله بأنه " نصب تذكاري "، لكنه ينسى أيضا محنة الناس الحقيقيين الذين يتم استبعادهم بجواره".

والعمل الفني هو علامة على عصر روكسانا فيلاسكيز، مدير متحف سان دييغو للفنون، وقال فيلاسكيز: "إن هذه الأمثلة الثمانية لشكل معماري شامل هي انعكاس عميق للبارومتر الثقافي، لأنها تترك علامة لا تمحى في اللحظة التي نعيش فيها، ولكن ما إذا كانت هذه العلامة قد تم هدمها أو إنشاؤها، فهذا يعتمد على المشاهد"، أما بالنسبة لدينو دينكو، وهو الفنان الذي يعيش ويعمل في تيخوانا وسان دييغو، فهذا يمكن أن يكون عمل فني صعب انجازه عندما لا تكن فنان محلي، وقال "إن حدسي هو أن جهود بوشيل تُحرض على السخرية، إنها مزحة"، وأضاف "حتى لو كان ذلك غامضا، فهو يتحدث عن فنان ليس من هذه الجغرافيا، ولا سيما تحت رحمة مجموعة معقدة من المشكلات الاجتماعية والسياسية التي تفرضها هذه الحدود والعلاقة المحفوفة بالمخاطر بين المكسيك وأميركا".