معرض بينالي للفن والهندسة المعمارية

يمكنك الاستمتاع بمناظر عصر النهضة الرائعة عند الدخول إلى الكوردي الذي يعد واحدا من أماكن فن البينالي للهندسة المعمارية في البندقية، إذ انطلق السبت حدث ضخم هو معرض "بينالي للفن والهندسة المعمارية في البندقية" وهي الدورة السادسة له.

ويعبر المعرض عن معتقدات الفنانتين المعمارتين شيلي ماكنمارا وإيفون فاريل من جرافتون آركيتتكتس التي يقع مقرها في دبلن، وعبرتا عن وجهة نظرهما بأن وظيفة المهندس المعماري ليست دائمًا إنشاء شيء جديد تمامًا، ولكن لفت الانتباه إلى ما هو موجود بالفعل.

وعند الدخول إلى منطقة الكوردي، يمكن رؤية شاشات على جانبي المحور المركزي، والتي هي الهدف الرئيسي لأعظم معرض في العالم للهندسة المعمارية، وهنا يفسر المهندسون المعماريون الآخرون الذين اختارهم شيلي ماكنمارا وإيفون فاريل، توجيهات القيمين الفنيين بطريقتهم الخاصة، وجاء المعرض تحت عنوان "مساحة حرة" فعلى سبيل المثال، تُظهر المعمارية الكتالونية كارم بينوس نموذجا وصورا لبرج في المكسيك يُنظر إليه على أنه سلسلة من التجارب الجسدية ثلاثية الأبعاد، وليس كموضوع وحيد للتأمل.

وقامت أليسون بروكس، المولودة في كندا والمقيمة في بريطانيا، ببناء مركب من عناصر العديد من مشاريعها السكنية - باستخدام عتبة مقببة، ومساحة سقف معلقة، والخشب الرقائقي والمرايا، من أجل إظهار كيف يمكن لمهندس معماري استخدام عناصر مختلفة لخلق مساحات رائعة، كما يقدم المهندسون المعماريون اليابانيون نموذجًا ساحرًا لرياض الأطفال في تصميم مميز، حيث قدم نموذجهم تدفق للأطفال المتحركين بصخب حول البنية البيضاوية المكونة من مستويين، بينما أعاد ريكاردو فلوريس وإيفا براتس إنشاء جزء من مسرح "سالا بيكيت" في برشلونة. وأتت معظم المعروضات ثلاثية الأبعاد، وصالحة للسكن في بعض الأحيان، وكلها موضع ترحيب.

ويحتوي البينالي على مركزين رئيسيين - أرسينال، الذي يشمل جناحًا مركزيًا لماكنمارا وفاريل، والعديد من الأجنحة الوطنية التي تتبع موضوعها بشكل أو بآخر.

ويقام الحدث على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، وبه أكثر من مائة مكتب هندسة معمارية من 65 بلدا موزع على فئات متخصصة، ويوجه المهندسون المعماريون دعوة إلى الزائر للاطلاع على مشاريع لافتة وعلى التفكير بالأبنية التاريخية الشهيرة وإلى فهم أهمية التعليم.

ويوجد في المعرض بعض المشاريع البسيطة والمذهلة أيضا وهي "الحلم" للمهندسين المعماريين رامون فيلالتا ورافاييل أراندا من شركة "ار سي ار" الذين فازوا العام الماضي بجائزة "بريتزكر" وهي مرادف لجوائز نوبل في الهندسة المعمارية. ومشروعهم عبارة عن عرين مع أنوار متنقلة بفضل استخدام ستة آلاف عدسة مكبرة. ومن المشاريع الأخرى المشابهة، المصطبة المحيطة بمنزل "كان ليس" في ميوركا الذي صممه أحد أرباب الهندسة المعمارية الحديثة الدنماركي يورن أوتسون الذي توفي عام 2008 عن 90 عاما. ويشكل مشروعه النفعي شهادة في الجمال والبساطة. ومن الأمثلة الأخرى ترميم مدينة إيفري - سور - سين الفرنسية من المهندسة المعمارية والمدينية رينيه غايوستيه الناشطة السياسية في الستينات من القرن الماضي التي عملت على مدى أربعين عاما للتعبير عن التزامها الاجتماعي من خلال رؤيتها المسكن الجماعي.​