لندن - كاتيا حداد
يستعد المتحف البريطاني في العاصمة لندن، لعرض أعمال الفنان الياباني كاتسوشيكا هوكوساي، وكذلك استعراض حياته الفنية.
وتعدّ أعمال الفنان كاتسوشيكا هوكوساي واحدة من أهم الأعمال الفنية في تاريخ الفن، ويبدأ المتحف البريطاني في عرض جانب من أعماله، التي تعود للقرن التاسع عشر، وخاصة أخر أعماله الفنية.
وأعلن المتحف البريطاني في وقت سابق، نيته إقامة أول معرض في بريطانيا عن أخر أعمال الفنان الياباني "هوكوساي" (1760-1849)، وكانت أهم أعماله الفنية، بدأت في الظهور وهو سن السبعين وهي لوحة "موجة كاناغاوا العظيمة". ووصف السيد تيم كلارك، رئيس القسم الياباني في المتحف البريطاني، الأعوام الأخيرة من حياة "هوكوساي" بالأعوام الباهرة، وتمني لو عاش أبد الدهر.
وكانت المرة الأولى التي استشهد أهم أعماله الفنية فيها بريطانيا عرض العديد من اللوحات والرسومات والمطبوعات الخشبية، ولم يمكن لبعض المعروضات الفنية البقاء في العرض إلا لأوقات محددة لحساسية تلك المعروضات للضوء. فمن المقرر أن يشهد المعرض المنتظر ظهور 110 عملًا فنيًا لأول مرة، كما سيحفل العرض بتقديم لوحة "موجة كاناغاوا العظيمة"، وهي رائعة الفنان "هوكوساي". وبجانب هذا يضم المتحف البريطاني أفضل أعمال "هوكوساي" المقلدة والتي تقدر بنحو 5000 إلى 8000 عمل فني مقلد. وبالرغم من أن لوحة أيقونة الفن الياباني "هوكوساي" يطلق عليها "موجة كاناغاوا العظيمة"، إلا أن موضوعها يدور حول جبل فوجي المقدس الذي رسم في حجم أقل من موج البحر.
وتصور اللوحة طاقة كامنة وقوة تدميرية هائلة لموجة عملاقة وسط عجز الصيادين، في التمسك بقواربهم، وهو الأمر الذي لاقى صدى في اليابان وبلدان العالم الأخرى. وألهمت هذه اللوحة أوركسترا ديبوسي في عملها "لامار"، وألهمت كذلك الرسام الكاريكاتور البلجيكي جورج ريمي الذي اتخذ "هيرجي" اسم مستعارًا له، في رسم قصصه الشهيرة "تان تان". ولكن يكمن السبب الرئيسي وراء عرض أعمال الفنان كاتسوشيكا هوكوساي، في المتحف البريطاني، هو لفت أنظار البريطانيين إلى أن لكاتسوشيكا العديد من الأعمال الفنية الرائعة الأخرى، غير لوحته الشهيرة "موجة كاناغاوا العظيمة".
ويضم العرض كذلك أعمالًا من المتحف الإثنوغرافي الهولندي، وأعمال من المتحف الأميركي "المتروبوليتان". ويحفل العرض بتقديم الأعمال الفنية المرعبة لكاتسوشيكا، كلوحة "الأحشاء" المقتبسة من سلسلة قصص "مائة شبح" التي تعود إلى رسوم قصص المانغا اليابانية، وصورت لوحة "الأحشاء" عودة الزوج المنتقم بعد قتله زوجته وعشيقها، وصور "كاتسوشيكا" أصابع الزوج بأرجل النموس الدقيقة، التي تنسدل على السرير الذي شهد خيانة زوجته. ويصف السيد "كلارك" اللوحة بأنها ممزوجة بين الحيوية والخيال، الذي يعتبر جزءًا من تقاليد فن المانغا الياباني.
وكان سخر الفنان الياباني "كاتسوشيكا" كامل قدراته وإخلاصه المتفاني لأعماله الفنية لعلمه، علم اليقين بأن أعماله الفنية يتخللها الإتقان والتحسن. وقام برسم أعمال إعادة للأذهان عودة التنانين وطائر العنقاء والنسور مرة أخرى للحياة، فضلًا عن أعمال جسدت المناظر الطبيعية وأمواج البحر. فكان "كاتسوشيكا" زاهدًا في طلب الثراء، فلا يملك من المال إلا ما يكفه لسد جوعه.