صاحب أقدم مومياء في أوروبا

أكد عالم دولي، من خلال نماذج ثلاثية الأبعاد، أن رجل الجليد الأسطوري أوتزي قد قتل بالفعل منذ 5300 سنة بواسطة سهم، حيث تم العثور على أوتزي، وهو رجل محنط يبلغ من العمر 5300 عام، في عام 1991 في نهر جليدي في جبال الألب بين ما هو معروف الآن النمسا وإيطاليا، ومنذ اكتشافه، تم فحص أوتزي من قبل فرق متعددة من العلماء، ومع اكتشافات جديدة تظهر في كل مرة، الآن يدعي خبير أنه قد قتل جراء ضربة بالسهم، حيث أدي إلى قطع الأعصاب الموجودة في كتفه وقضت على أوعيته الدموية الرئيسية، ومنذ اكتشافه في 19 ديسمبر/كانون الأول 1991 من قبل الرحالة الألمان، وقدم أوتزي نافذة لتاريخ البشرية في وقت مبكر، واكتشفت بقاياه المحنطة في ذوبان الجليد في الحدود الجبلية بين النمسا وإيطاليا.
وحقّق توماس بونفيرت، الذي يعمل أيضا كمحرر للصور ومخرج أفلام لهيئة الإذاعة النمساوية العامة أورف، في الجسم المحنط الأكثر شهرة في العالم لأطروحة الدكتوراه الخاصة به. وكان الدكتور بونفيرت مهتما في الغالب بإيجاد دليل بلا منازع على وفاة أوتزي بسبب إصابة السهم، حيث أكّد أنّه "بالنسبة لي، بسبب خلفيتي النظرية التي تتعلق بالناحية الأشعة التقنية ومن ناحية أخرى بالأنثروبولوجيا، كان من المثير للاهتمام تناول هذا الموضوع وإظهار ما إذا كانت هذه الفرضية معقولة أو لا عن طريق استخدام تحرير الصور"، وسرعان ما أصبح واضحا للعالم أن أوتزي قد قُتل بالفعل في الحفرة التي تم العثور عليه في وقت لاحق، وأفاد الدكتور بونفيرت بأنّها "فرضية أن الضربة القاتلة والقاضية قد ألقت به في الحفرة التي تم العثور عليه فيها هي أكثر احتمالا من أن الضربة جاءت من زاوية قطرية من أسفل.
وأضاف أنّه "نظرا لموقع رأس السهم في الأنسجة، فمن المفترض أنه تمت إصابة الأوعية الدموية الكبيرة، الوريد تحت الترقوة, وبالإضافة إلى ذلك، تمت إصابة الحبل العصبي في الكتف ومن المؤكد أن الذراع أصيب بالشلل بعد الضربة القاضية"، واكتشف فريق من العلماء الإيطاليين آخر وجبة لأوتزي قبل إطلاق السهم عليه، وقال متخصص المومياء ألبرت زينك من الأكاديمية الأوروبية بولزانو في إيطاليا أن ألياف لحوم الماعز الجبلي وجدت في معدة أوتزي. وكان على الأرجح يأكل لحوم الماعز المجففة، مما يعني انه جلب الطعام معه في رحلته الأخيرة، حيث كان من الممكن القول إن اللحم لم يتم طهيه هي التي من شأنها أن تضعف الألياف.
وأظهر تحليل آخر لمحتوى المعدة أن أوتزي لديه نظام غذائي خال من الألبان، مما يؤكد تحليل الحمض النووي الذي أظهر أنه كان غير قادر على تحمل اللاكتوز، وقال السيد زينك: "يبدو من المحتمل أن آخر وجبة له كانت دهنية جدا، واللحوم المجففة ربما هي نوع من لحم الخنزير المقدد في العصر الحجري"، ولقد عانى أوتزي من أسنان بحالة سيئة، مثل كثير من الناس في عصره، وتلاشت أضراسه، وأصيبت أسنانه الأمامية بأضرار من جراء الحادث. وقد أضاف الطبيب التطوري روجر سيلر المزيد عن بيريودونتيوم أوتزي، أي الأنسجة الداعمة للأسنان: "لقد كان فقدان البيريودونتيوم أمرا شائعا جدا، كما أظهر اكتشاف جماجم العصر الحجري وفحص المومياوات المصرية، أوتزي يسمح لنا بنظرة جيدة بشكل خاص عن مثل هذه المرحلة المبكرة من هذا المرض".
ويعتقد علماء الآثار أن أوتزي، الذي كان يحمل قوس وجعبة من السهام وفأس من النحاس، قد يكون صياد أو محارب قتل في مناوشة مع قبيلة منافسة. ويقول الباحثون انه كان طويل القامة حوالي بطول 159سم ، ويبلغ من العمر حينها 46 عامًا، وكان مصاب بالتهاب المفاصل وطفيليات معوية. يتم تخزين جسده المحفوظ تماما في غرفة التخزين الخاصة به والمصممة خصيصًا له في متحف جنوب تيرول للآثار في إيطاليا في درجة حرارة ثابتة 6 درجة مئوية (21 درجة فهرنهايت)، ويمكن للزوار مشاهدة المومياء من خلال نافذة صغيرة.