حضارة شعب المايا

كشف ا لعلماء عن السبب المحيِّر وراء انهيار حضارة شعب "المايا"، والذي تمثل في تغير المناخ، حيث يعتقد الباحثون أن الطقس الحار جعل شعب المايا أكثر عداونية ما دفعهم على قتال بعضهم البعض. وبسبب ضعف انتاج المحاصيل الزراعية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة قاد القادة حروبًا من أجل السلطة، ما أدى الى زوالهم في نهاية المطاف في عام 900 ميلاديًا وفقا للدراسة الجديدة. ومع انخفاض مستويات المحاصيل لم يعد أمام القادة سوى الاعتماد على المهرجانات الصاخبة أو بناء المشاريع للحفاظ على سعادتهم، وبالتال لجأوا إلى صراعات على السلطة والحرب ما أدى إلى نهاية هذه الحضارة الغامضة.

وازدهرت حضارة المايا لأكثر من 2000 عام. ووصلت إلى ذروتها في الفترة من عام 300-900 ميلاديا، حيث بنوا المدن الأولى وأنشأوا أنظمة الكتابة الأولى في الأميركتين، وسيطر شعب المايا على مدى 400 عام على أجزاء كبيرة من الأميركتين حتى انهيار حضارة المايا بشكل غامض في القرنين الثامن والتاسع الميلادي. وصنّف الباحثون النقوش المتعلقة بالعنف على الآثار الحجرية مع مقارنتها بسجلات درجات الحرارة وسقوط الأمطار على الأراضي المنخفضة في شبه جزيرة "يوكاتان" التي تشمل اليوم المكسيك  وغواتيمالا وبليز، ووجد الباحثون 144 نزاعا مختلفا في أكثر من 30 مركزًا رئيسيًا.

وكتب الباحثون في دراسة نشرت في Quaternary Science Reviews "كان التغيير في مستويات الصراع بين أعوام 350 و900 ميلاديًا كبيرا، وجدنا زيادة كبيرة في الصراع على مدى 500 عام غطتها البيانات، وارتفع عدد الصراعات من صفر إلى 3 كل 25 عاما في القرنين الأولين وزاد الى 24 صراعا كل 25 عامًا بالقرب من نهاية الفترة "، ولا يمكن تفسير الصراع بسبب الجفاف ولكن بسبب الطقس الحار الذي عمل بطريقتين وفقا للخبراء الأولى نفسية، حيث أشار العديد من الدراسات الى أن الطقس الحار جعل المايا أكثر عدوانية، والسبب الثاني اقتصادي لأنه مع ارتفاع درجة الحرارة فوق 30 درجة تفشل المحاصيل ما أدى إلى الصراع.

وقال البروفسور مارك كولارد الباحث في علم الآثار في جامعة أبردين " من الأفضل أن نفكر في زيادة الحروب بالطريقة التي نفكر بها في زيادتها اليوم باعتبارها أداة للنخبة للحفاظ على الدعم"، ومع انخفاض غلة المحاصيل لم يعد بإمكان الحاكم الاعتماد على المهرجانات الفخمة ومشاريع البناء للحفاظ على الدعم ومن ثم لجأ إلى الحرب للحفاظ على السلطة وفقا لما يعتقده الخبراء، وتنعكس نتائج الدراسة على المناقشات الخاصة بتغير المناخ وإمكانية تعلم دروس مهمة من حضارة المايا.

وحاولت عشرات النظريات شرح أسباب انهيار المايا بداية من الأمراض الوبائية إلى الغزو الأجنبي، وأضاف البروفيسور كولارد " نحن في حاجة إلى معرفة ما إن كان التأثير إقليميا محددا في منطقة المايا أو في مناطق أخرى من العالم"، وبنى شعب المايا المدن باستخدام آلات متطورة وفهموا علم الفلك وطوروا أساليب زراعة وتقويم متطورة، واستخدموا نظام الدورات الفلكية لمعرفة متى يزرعون المحاصيل ولتحديد التقويم.