سيدني ـ أسعد كرم
يمتلك السكان الأصليون لأستراليا 400 لغة والتي يمكن تجميعها في 27 فصيلة مختلفة، إذ تمتلك أوروبا أربع لغات فقط، وهي الهندو أوروبية، الباسكية، الفنلندية الأوغرية والسامية، أما الهندو أوروبية تشمل لغات مثل الإنجليزية والإسبانية والروسية والهندية.
وتعدّ أكبر عائلة لغوية في أستراليا هي Pama-Nyungan، فقبل عام 1788 كانت تغطي 90٪ من البلاد وتضم نحو 300 لغة، أما عن الأراضي التي بنيت عليها المدن الأسترالية مثل كانبيرا وبيرث، وسيدني، وبريزبان وميلبورن كانت جميعها مملوكة من قبل لمتحدثي اللغات Pama-Nyungan.
وتنحدر جميع اللغات من مضيق توريس إلى بنبري، ومن بيلبارا إلى غرامبيان، من أصل لغة سلف واحدة تنتشر في جميع أنحاء القارة إلى جميع أنحاء مدينة كيمبرلي والجزء العلوي.
وعن هذه اللغة ومكان مجيئها وعمرها وكيفة انتشارها، تشير أبحاث، نُشرت الأربعاء من قبل مؤسسة علم البيئة وتطور الطبيعة إلى أن العائلة اللغوية نشأت منذ أقل من 6000 عام في ما يعرف الآن بمدينة كوينزلاند في بركينز، وتشير النتائج التي تم التوصل إليها إلى أن هذه العائلة اللغوية تنتشر في جميع أنحاء أستراليا مع انتقال الناس استجابة لتغير المناخ.
ويضيف البحث دليلا آخر على أن أستراليا قبل عام 1788 هي مكان ديناميكي، إذ يتحرك بها الناس ويتأقلمون مع أرض متغيرة بسرعة.
وتم استخدم بيانات من التغييرات في عدة مئات من الكلمات بلغات مختلفة من عائلة Pama-Nyungan لبناء شجرة من اللغات، باستخدام نموذج كمبيوتر تم تكييفه في الأصل لتتبع تفشي الفيروسات.
وتم إيجاد دعم واضح لمنشأ Pama-Nyungan قبل أقل من 6000 عام في منطقة تعرف الآن بمدينة بيركتون في كوينزلاند، بيما لم يتم العثور على أي دعم للنظريات التي نشرتها Pama-Nyungan في وقت سابق.
وتتضمن النظريات أن الظروف غير المستقرة تسببت في تشتت وانتشار مجموعات من الناس، لكن العلاقة ليست سببية: فقط لأن نمطين مرتبطين، لا يعني أن أحدهما سبب الآخر.