وليام أ. نوغيرا

قضى وليام أ. نوغيرا ​​ما يقرب من 30 عامًا محكوم علية بالإعدام، يعيش وحده في زنزانة صغيرة في سجن سان كوينتين في ولاية كاليفورنيا، إذ كان آخر تنفيذ لحكم بالإعدام في الولاية في عام 2006، ولكن عاش نوغيرا وهو ينتظر تنفيذ الحكم كل يوم، وعلى هذه الخلفية، أصبح ​​فنانًا معترفًا به دوليًا، حيث تراكيبه المفرطة الواقعية، ولوحاتة التجريدية التي عرضت في باريس ونيويورك ولندن.

وفي كتاب جديد، يدعى "هروب الفنان"، أوضح نوغيرا ​​حقيقة التنشئة المسيئة التي سبقت ارتكابه لجريمة القتل، وفي الكتاب تم توثيق في التفاصيل الوحشية العنف والعزلة التي يواجهها يوميًا في سجن سان كوينتين - أكثر السجون عنفًا في الولايات المتحدة.
 
ويواجه نوغيرا كل يوم عند التحدث عبر الهاتف من سجن سان كوينتين الكثير من الظروف الاستبدادية التي لا مفر منها، إذ تتواجد رسالة مسجلة في الهاتف وقبل إجراء نوغيرا مكالمته يسمعها، وتقول الرسالة: "هذه المكالمة سيتم تسجيلها بالكامل ولديك فقط 15 دقيقة وبعدها سيتم قطع الاتصال".
 
ويقول نوغيرا عن كتابه "هروب الفنان": "لقد جعلني أتذكر الكثير من الأشياء التي لم أكن أريد أن أتذكرها"، وأضاف "كان هذا استنزافًا عاطفيًا . أتذكر قضاء ساعات عدة بعد كتابة فصل جديد، وأنا أذرف الدموع، لكنني ممتنًا لما حدث لي فهذا جعلني أرى الأشياء وأفكر بطريقة مختلفة".
 
ويتناول الكتاب بين فصوله حياة نوغيرا ​​في السجن وسيرتة الذاتية لحياته السابقة، والتي أدت لدخولة السجن، وقد حكم على نوغيرا ​​بالإعدام في عام 1988 لقتل جوفيتا نافارو، والدة صديقته، إذ كانت صديقته حاملًا، ويقول نوغيرا ​​إن والدتها أجبرتها على الإجهاض.
 
وكان نوغيرا مقاتل كاراتيه موهوب، وقد تعاطى ​​ المنشطات لأعوام، بناء على طلب والده، وذكر في كتابة "إني أعاني من نوبات غضب وفي ليلة قتل نافارو، كنت مغيب تقريبًا، وأظهرت الشهادة الطبية التي صدرت في محاكمته أن نافارو تعرض للضرب حتى الموت بجسم ثقيل ثم خنقه".
 
وبعد أن قضى أربعة أعوام في سجن مقاطعة أورانج تم نقل نوغيرا إلى مقاطعة المحكوم عليهم بالإعدام، حيث قضى نحو 30 عامًا في زنزانة تبلغ أربعة أقدام وعرضها تسعة أقدام و7 أقدام ونصف قدم، وعن خطواته الأولى نحو أن يصبح فنانًا، كتب نوغيرا "بعد أربع سنوات ونصف في سجن مقاطعة أورانج، حكم عليه بالإعدام في 29 كانون الثاني / يناير 1988. ونقل إلى سجن سان كوينتين بالقرب من سان فرانسيسكو بعد ذلك بأيام، وأمضى السنوات الثلاثين الأخيرة في انتظار تنفيذ حكم الإعدام".
 
وقد أثر رهاب الاحتجاز على نوغيرا دون شك، فقد شكل بعض قطعه الفنية ​​الأخيرة من القماش إلى أشكال هندسية، وخلال الأيام الأولى من حكم الإعدام، تحول نوغيرا ​​إلى الفن، وباستخدام بعض أقلام الرصاص المجردة، رسم جدران على جدار زنزانته، ويقول نوغيرا: "كنت أرسم والدموع تذرف أسفل وجهي فكنت أعبر عن أعمق مشاعري، وللمرة الأولى منذ أعوام، قد وجدت جزءً مني، منذ فترة طويلة مخبأ من أجل حمايته من كل هذه الوحشية".
 
إن الحساسية التي يكتب بها نوغيرا ​​عن فنه وحالته العاطفية تتطابق مع وصفه للعنف الذي يشهده، ويرتكب، بين زملائه السجناء، ويرفض نوغيرا ​​الانضمام إلى أي عصابات سجن، مما جعله أكثر عرضة للهجمات. وهو لا يخجل من الحديث عن العنف الذي يشعر لأنه مجبر على الالتزام بالبقاء على قيد الحياة.