الفنان الأردني سهيل بقاعين

يعشق الفنان الأردني سهيل بقاعين الفن التشكيلي والتميّز، ويحب الإبداع، مؤكدًا أن الإنسانية جزء لا يتجزأ من الفن، وتكونت لديه فكرة لجعل الأطفال يبدعون في حالة "ما وراء البصر" بمعنى أن يُجسدوا تخيّلاتهم على الورق.وأضاف بقاعين في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم"، قائلًا "لإيماني المطلق بمقولة بيكاسو "الرسم صفة الشخص الكفيف الذي لا يرى وإنما يتخيّل ما يرسم"، قمت بترجمة لوحاتي الفنية على طريقة بريل وعرضتها على الأطفال الكفيفين، الذين بدأوا برسم شجرة وسماء بألوانهم الخاصة، فمنهم من لون الشجرة باللون الأزرق مثلا بحسب ما يراها في عالمه".

وتابع "وبعدها بدأت بتفيذ ورش عمل للأطفال في الأكاديمية الملكية للمكفوفين، لتعرفيهم على عالم الألوان، لإيماني المطلق بأن هؤلاء الأطفال لهم الحق في التعبير عن أنفسهم، ومن الممكن أن يطوروا مهاراتهم وإبداعهم". وأطلق بقاعين مبادرتين هامتين للأطفال في الأردن، الأول "المتحف المتنقل" والثاني "قارىء اللون" الخاصة بالمكفوفين.

وكشف أن مشروع المتحف المتنقل انطلق عام 2009، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف. وتكمن فكرة المشروع التي يشرف عليها "المتحف الأردني للفنون الجميلة" في تعريف المواطنين خارج العاصمة، بوجود متحف وطني أردني، يزوره فنانون أردنيون وعرب وعالميون، إضافة الى التعريف بالفن التشكيلي والفنانين التشكيلين، حيث يتجول المتحف المتنقل في مدن الأردن كافة، لتعليم الأطفال أيضا، الفن التشكيلي، لافتًا إلى أن 50 ألف طالب من مدارس المملكة، استفادوا من المتحف المتنقل، من خلال 500 رحلة إلى المدن الأردنية.

وأحب الفنان التشكيلي الأردني، من مواليد 1969 الفن، وشارك في العديد من المعارض المحلية والعربية والعالمية، وحصل على دبلوم إدارة مطارات وعمل في مجال السياحة والسفر، لمدة 25 عامًا، ويقول عن بداياته "أمي –رحمها الله- معلمتي الأولى، كنت أراقبها بحذر عندما كانت تقرأ مجلة الأزياء لآنذاك اسمها "بردى" وكانت تُحيك الصوف، وكان يلفت نظري على الدوام مكوك الخياطة الملون، ويستعمل كل لون بحسب القماش الذي سيتم خياطته، فكنت اسأل أمي هل سُمّي بذلك لأنه يشبه مكّوك الفضاء؟"، فتجبني أن مكوك الخياطة ومكوك الفضاء كلاهما ينقلان الإنسان إلى فضاء اللون الواسع، فيبدو الكون أكثر جمالًا وإبداعًا فقرر الغور في إبحار الألوان والرسم.

وتعتبر لوحة قارىء اللون وهي أكبر لوحة تشكيلية فنية، يتم إنجازها  في الأردن، عرضها "12" متر، وطولها "50" متر، وتمّ عرضها في معرضه التشكيلي "ظلال" الذي أقامه في العاصمة "عمان". وأنجز خلال أسبوع كامل متواصل من الساعة التاسعة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، من دون مساعدة من أي شخص في معرض زارة سنتر.

وواصل بقاعين حديثه عن الفنانين التشكيلين، قائلًا "لا يوجد فرص كثيرة متاحة لهم، للمشاركة في المعارض العالمية، كما أن الفن التشكيلي لا يُدرس في المدارس والجامعات، الأمر الذي يحدّ من انتشاره كحالة فنية في الأردن، وأن وجود دخلاء على هذا الفن لم يساهم في تأسيس حالة خاصة للفن التشكيلي في الأردن، مع ملاحظة محاولة رابطة الفنانين التشكيليين في إيجاد حالة لهذا الفن في الأردن".

واستطرد "لذلك لا بد من تأسيس حالة فنية بمساعدة الجهات ذات العلاقة مثل وزارة التربية والتعليم، ووزارة السياحة، ووزارة الثقافة، من خلال تدريس الفن التشكيلي وتسويقه، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للفنانين بشكل خاص والفن بشكل عام، وأن يكون الفن جزء من الموروث الأردني ضمن أسس واضحة". ويرى بقاعين أن الفنان المبدع يجب أن يكون غير تقليدي وغير مقلد للآخرين، لأنه في هذه الحالة سينتهي بسرعة، بمعنى أنه على الفنان أن يكون مبدع ومبتكر ولديه خط وفكر جديد. إضافة إلى أن يكون جزء لا يتجزأ من المجتمع ويعيش بتواضع، وأن يكون مثقفًا. ويطمح بقاعين أن تتبنى الدولة الأردنية الفنان الأردني وأن يشمله الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.