لوحات عمران

يفتتح الفنان الباكستاني عمران شريفي معرضًا تحت عنوان "الظلال العميقة" بعد سبعة أيام، وقد أنجز من لوحات العمل 35 لوحة وما زال أمامه أربع أو خمس لوحات كي تكتمل مجموعته.

وتصف أمينة معرض باربيكان في لندن، أليانور نارين، عمل عمران بأنه ملحمة من الفنون، وكانت قلقة منذ البداية، مضيفة: فكرت في عدد القطع التي يجب أن تكون موجودة، وكان يسألني باستمرار هل حقًا سيكون هذا ممكنًا، وكان هذا الأمر العام 2015.

ويعيش عمران في مدينة لاهور في باكستان وبدأ الرسم لهذا المعرض فقط في تشرين الثاني/نوفمبر، لينتج قطعًا مميزة، فهو يعمل بتقنيات القرن الـ16 من الورق المصنوع يدويًّا في عملية مضنية وصعبة، فبالرغم من أن الورق مصنوع يدويًّا إلا أنه يتكون من طبقات متعددة ملتصقة معًا لخلق أرضية تعرف باسم الواصل.

ويتطلب العمل عليها ساعات وهي محمولة على حامل الرسم، ويبدأ بضربات صغيرة بالفرشاة، يرسم أوراق الشجر على طول ملليمترات، ثم يبدأ برسم ملامح صغيرة من صورة ذاتية مفعمة بالحيوية، وبعدها يلطخ اللوحة بالصبغة الحمراء وشرائط فوضوية باللون الأزرق والتي أصبحت العلامة الفارقة في عمل عمران، والتي تزيد من عنف اللوحة.

ويرسم قريشي لوحاته الأخيرة في المعرض في لندن، وهو يحيط نفسه ببطانية تحميه من برد لندن نظرًا إلى أنه نشأ في منطقة حارة، وهو صاحب صوت لين واضح في الوقت ذاته، وهو أمر معكوس على لوحاته التي تبدو دقيقة وصلبة.
وأكد عمران أنه يستمتع كثيرًا بلحظة المفاجأة لدى المشاهد عندما ينظر إلى شيء غريب أو شيء يشبه الجوهرة، وفي إحدى اللوحات رسم شجرة بلون الدم قطع جذعها تميل عليها شجرة أخرى، وشرح قائلًا: الأشجار مثل الشخصيات، فيها الرومانسية التي تميل نحو أخرى مؤدية إلى تقطع جذورها.

ورسم مرة لمعرض متحف متربوليتان للفنون في نيويورك لوحة العام 2013 ملطخة باللون الأحمر لتجسيد الهجوم المتطرف على ماراثون بوسطن، فرسم البقع الحمراء مع شبكة معقدة من أوراق الأزهار، وأضاف: تجسد هذه اللوحة فكرة الحياة والجمال والموت معًا، وعندما يقترب منها الإنسان ويحدق فيها يتناهى إليه شعور شعري.

ويتأثر عمران بالوضع السياسي الذي وجد نفسه فيه، ولديه رسالة عالمية مفادها أنه "بشكل عام، هناك الكثير من العنف حوله في باكستان، ولكن العنف يعم جميع أنحاء العالم، فالعنف ليس حدث غريب على أي شخص"، وتتنوع مواهبه الفنية فإلى جانب الرسم فهو يبني وينتج أشرطة فيديو وموسيقى البوب، ولكن الرسم هو أكثر ما يبرع فيه، فكلية الفن الوطنية في لاهور تتقيد بالتقاليد، وهو عضو في هذه الكلية إلى جانب زوجته عائشة خالد.

ودرس قريشي في الكلية في بداية التسعينات، وقال: كنت أتمتع بمناظر الرسم الطبيعي والإعلام وحرية المواد المختلفة، فقلت لنفسي هذا ليس لي، ولكن أحد أساتذتي وهو بشير أحمد أقنعني بالمحاولة، والمشاركة في نسخ مجموعة من الأعمال الكلاسيكية، وكنت أعمل من الصباح الباكر وحتى منتصف الليل، أخبرني أحد أصدقائي بألا أفعل هذا حتى لا أبقى طوال عمري مجرد رسام ناسخ، ولكن كانت الفكرة في أن أستطيع إتقان التقنيات، وفي النهاية طلبوا منّا أن نرسم لوحاتنا الخاصة باستخدام ما تعلمناه.

وتابع: أعتقد أن التقنيات التقليدية مجرد وسيلة، فانا أتحدث بلغتي الأم بدلاً من الحديث بلغة أجنبية، وأنا مرتاح لذلك وهناك الكثير من المواضيع الجريئة في التقنيات التقليدية، ولا أشعر بأي نوع من الحدود، وآمل بأن تحظى بلدي بمستقبل سياسي أفضل، للأسف نرى دائمًا الوجه السيء من باكستان عبر وسائل الإعلام، ولكن هناك الكثير من الأمور الجيدة التي تحدث هناك ولا أحد يراها، وهذا هو السبب في أننا ما زلنا نعيش في بلدنا، والجميع مفاجئ بأنني ما زلت أعيش هناك، ولكن هذا الأمر يعطيني القوة والدعم، وهذا هو السبب في أن عملي يشعرني بالقوة.