رام الله - فلسطين اليوم
شيعت جماهير غفيرة من محافظة جنين، اليوم الثلاثاء، جثمان المناضل الوطني الأسير المحرر علي عوض الجمال (75 عاما) وانطلق موكب الراحل -وهو صاحب أطول فترة اعتقال إداري في سجون الاحتلال- بعد صلاة الظهر من أمام المسجد الكبير في جنين، بمشاركة رئيس جهاز الأمن الوقائي اللواء زياد هب الريح، وقيادات الجبهة الشعبية، وممثلين عن المؤسسة الأمنية، وفصائل العمل الوطني والإسلامي.
وألقي خلال التشييع عدة كلمات لحركة "فتح"، وهيئة الأسرى، ونادي الأسير، وفصائل العمل الوطني، وأقرباء وأصدقاء الراحل.
وأشاد المتحدثون بالدور النضالي والوطني للراحل الذي أمضى سنوات طويلة في الأسر والإقامة الجبرية، مشيدين بدوره الوطني الوحدوي بين كافة الفصائل، حيث يعتبر من أبرز قادة الجبهة الشعبية.
ووضع اللواء هب الريح، وأعضاء الجبهة الشعبية، وممثلو المؤسسة الأمنية، وفعاليات وقوى جنين أكاليل الزهور على ضريحه.
والأسير الراحل الجمال، هو صاحب أطول فترة اعتقال إداري في سجون الاحتلال، حيث قضى في الاعتقال الإداري التعسفي 9 أعوام بشكل متواصل، سطر فيه ملحمة صمود وتحد للسجانين في أقبية التحقيق.
وولد الراحل علي الجمال عام 1947، في جنين، وكان وحيد والدته، حيث استشهد والده، الفدائي عوض الجمال عام 1948 خلال معركة جنين، وعاش ونشأ وتربى في جنين، وتعلم في مدارسها، وكان من رواد العمل السري في الحركة الوطنية الفلسطينية، وسافر إلى بيروت بداية سبعينيات القرن الماضي، وقضى فيها عدة سنوات وعاد للوطن.
وتحول علي الجمال إلى أحد أبرز رموز وابطال الحركة الوطنية الأسيرة في فلسطين، وأطلق عليه "قاهر الزنازين والشاباك"، وذلك بعد أن خاض معركة صمود وتحد للمخابرات الاسرائيلية في زنازين التعذيب في سجون الاحتلال بعدما تم اعتقاله عام 1976 إثر مقتل ضابط للمخابرات الإسرائيلية في "حسبة" جنين.
وتزوج الراحل علي الجمال عام 1983، ورزق بثلاثة أبناء وابنتين، وتابع رحلة كفاحه وحياته لتربية أبنائه، لكن الاحتلال عاد لاستهدافه خلال الانتفاضة الأولى، حيث اعتقل مجددا وقضى عامين رهن الاعتقال الإداري ثم الإقامة الجبرية.