واشنطن ـ يوسف مكي
يواجه الجندي الأميركي السابق، إيريك هارون، الذي قاتل ضمن صفوف المقاومة السورية ، عقوبة الإعدام بسبب ارتباطه بالفصيل السوري المعروف باسم "جبهة النصرة" الذي تبين أنه فرع لتنظيم "القاعدة" في العراق. وبعد ساعات قليلة من مطالبة الإدعاء العام في الولايات المتحدة بإعدام إيريك هارون ظهر إعلان في العراق يقول بأن "الدولة الإسلامية في العراق" تتحد مع "جبهة النصرة". وقال زعيم تنظيم "القاعدة" العراقي، أبو بكر البغدادي، إن جماعته و"جبهة النصرة" في سورية التي تضعها الولايات المتحدة ضمن القائمة السوداء ، سوف يحملان معا اسم الدولة الإسلامية في العراق والشرق، ويرأس فرعها في سورية أبو محمد الغولاني. وأشار البغدادي إلى أن الجماعة العراقية سوف تشارك بقواتها وأموالها مع شريكها في سورية، والذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية على الرغم من أنه ينتمي إلى تحالف المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب. ويواجه الجندي إيرك هارون اتهامات أمام إحدى المحاكم في ولاية فرجينيا بالعمل مع "جبهة النصرة" وإطلاق قذائف أر بي جي أثناء تواجده في سورية، وفي حال ثبوت إدانته فإن أقصى عقوبة يمكن ان ينالها هي الإعدام بينما أقل عقوبة هي السجن مدى الحياة. وقال هارون الذي يبلغ من العمر 30 عامًا أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي "الإف بي آي" بعد إلقاء القبض عليه ، أنه قام بقتل عشرة أفراد خلال مشاركته في القتال ضد قوات بشار الأسد. فيما أوضح الادعاء العام الأميركي أن "جبهة النصرة" حاولت الاستعانة بالجندي هارون ليكون المتحدث باسمها باللغة الإنكليزية، مشيرًا إلى أنه عاد الآن إلى الولايات المتحدة هذا العام بعد أن سافر إلى سورية في كانون ثاني/ يناير الماضي. وقد استطاع الجندي الأميركي السابق أن يحقق خلال وجوده في سورية قدرًا من الشهرة، وذلك عندما أعلنت وسائل إعلام الحكومة السورية عن مقتله، وبعد هذا الإعلان أدلى هارون بتصريحات إلى إحدى وسائل الإعلام قال فيها إنه يبدو أن الإعلام السوري كان مسطولا لأنني لازلت على قيد الحياة وأرتعش من البرد في اسطنبول وأتناول الآن شراب المارتيني". ويقول المحامي العام جيريمي كامينز، الذي يدافع عن الجندي الأميريكي، إن هذه القضية فريدة من نوعها في القانون الأميركي، مشيرًا إلى أنه على حد معلوماته فإن الحكومة الأميركية لم يسبق لها أن حاكمت أحد مواطنيها بتهمة القتال مع جماعة تتفق مع مصالح الولايات المتحدة. وكانت "جبهة النصرة" قد تأسست رسميًّا في كانون الثاني/ يناير عام 2012، وذلك حسبما جاء في ليان بالفيديو ، كما أنها تتشابه في سمات عدة مع نظيرتها في العراق. وكانت الجماعتان قد حققتا سمعة سيئة من خلال القيام بهجمات انتحارية عديدة وسيارات مفخخة، إضافة إلى أنها تعارض أساليب القتال التقليدية التي تتبعها غيرها من الجماعات المسلحة والمتمردون في كل من العراق وسورية. ومثلما هو الحال في تنظيم القاعدة في العراق ، فإن "جبهة النصرة" تضم عددًا كبيرًا من المقاتلين الأجانب ضمن صفوفها، ومن بينهم عراقيين وفلسطينيين وعرب آخرين، كما تضم مقاتلين من وسط آسيا وشرق أفريقيا وشرق أوروبا.