القاهرة – أكرم علي
يتميز مؤتمر شرم الشيخ المنعقد، الجمعة، وحتى الأحد المقبل، بأبعاده الاقتصادية الجمّة، ولكنه لا يهدف فقد إلى تحقيق عوائد اقتصادية وإنما سيعود بمكسبٍ سياسيٍ مهمٍ لمصر، وهو أن مصر عادت وبقوة إلى لعب دورها الإقليمي والدولي البارز.
وأكدت تصريحات الحكومة المصرية كثيرًا على البُعد السياسي للمؤتمر، وأنه رغم إعلان الهدف الأساسي للمؤتمر، وهو دعم الاقتصاد المصري من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية القوية، إلا أن المؤتمر يهدف إلى إرسال رسالة للعالم أجمع، بأن الدولة المصرية عادت وبقوة وأصبحت آمنة وسط التحديات التي تمر بها المنطقة.
وبحسب تصريحات رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، قبل ساعات من انطلاق المؤتمر، فإن الوفود المشاركة فاقت كل التوقعات، إذ بلغت 120 وفدًا يمثلون 90 دولة و25 منظمة إقليمية ودولية، وهو ما يشير إلى عودة مكانة مصر لدى العالم وأن دول العالم ترغب في الاتجاه إلى مصر ودعمها والوقوف إلى جانبها في ظل التحديات الصعبة التي تمر بها منذ قيام ثورتي 25 يناير و30 يونيو.
وتهدف الحكومة من وراء المؤتمر أيضًا إلى توجيه رسالة إلى العالم بأن هناك 'رؤية واضحة وواقعية لدى الحكومة المصرية لتنمية الاقتصاد المصري خلال السنوات المقبلة، من خلال خطة عمل واضحة ومحددة بشأن كيفية تحقيق النمو والعدالة الاجتماعية، والتي كانت إحدى مطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيو مما يدعم البُعد السياسي للمؤتمر.
وتعد المشاركة العربية، لاسيما الخليجية، الأقوى والأبرز في المؤتمر، إذ تمثل كتلة الخليج مشاركة على المستوى الملكي والرئاسي، وحرص ملوك وأمراء الخليج على الحضور بأنفسهم للمشاركة في المؤتمر، انطلاقًا من حرصهم على الوقوف إلى جانب مصر، والتي يعتبرون أمنها من أمن الخليج، حسبما أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لذلك يقدمون لها كل ما تريد من أجل العودة مرة أخرى لحماية المنطقة العربية من التحديات الصعبة التي تمر بها.
نجاح المؤتمر الاقتصادي سيرسخ لنجاح مصر في إقناع العالم بأنها تمتلك خريطة وأهداف محددة، تمكّنها من الاستمرار دون قلق في الاستثمار في مصر، مما يدعم الاحتياطي النقدي للبلاد، والذي انخفض بشكل ملحوظ منذ ثورة 25 يناير، وأن المؤتمر هو فعليًا مفتاح مستقبل مصر.
نجاح المؤتمر ورسالته السياسية سيضع مصر على بوصلة الاستثمارات العالمية وينقلها من مرحلة النمو الاقتصادي البطيء إلى النمو السريع، والذي يعود بالنفع على المواطنين الذين قاموا بثورتين من أجل حياة أفضل.