وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون

دافع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الاربعاء عن سجل بلاده في السياسة الخارجية مشيرا الى احراز تقدم في العام الفائت على مستوى ضبط طموحات كوريا الشمالية والتصدي "للتحديات الهائلة" التي تطرحها روسيا والصين وايران وكتب تيلرسون في افتتاحية نشرتها نيويورك تايمز الأربعاء ان حوالى 90% من عائدات بيونغ يانغ من الصادراتر الغيت نتيجة سلسلة العقوبات الدولية التي فرضت بعد تخلي إدارة الرئيس دونالد ترامب عن "سياسة الصبر الاستراتيجي الفاشلة".

وعملت كوريا الشمالية في السنتين الاخيرتين على تسريع تطوير برامج محظورة، عبر مضاعفة التجارب النووية والبالستية. وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 اعلن الزعيم الكوري الشمالي ان بلاده اصبحت دولة نووية بعدما اختبرت بنجاح صاروخا قادرا على اصابة اي مكان في الولايات المتحدة، ما ادى الى تفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتضغط واشنطن من اجل تخلي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي وتصدرت ثلاث رزم من العقوبات الاممية على النظام المعزول حدت من صادراته الحيوية من الفحم والحديد والصيد البحري والنسيج، حارمة الدولة من سيولة تنقصها اصلا.وردت بيونغ يانغ باعتبار سلسلة العقوبات الأخيرة "عملا حربيا" متعهدة عدم التخلي عن برنامجها النووي الى الابد.تابع تيلرسون في المقال "الى ان يتم نزع السلاح النووي فان الضغوط ستبقى" على بيونغ يانغ، لافتا في آن الى ان "هناك باب للحوار ما زال مفتوحا ولكننا قلنا بوضوح انه يجب ان يكون النظام اهلا للعودة الى طاولة المفاوضات".

كما ناشد الصين، حليفة الشمال الكبرى الوحيدة، "بذل المزيد" من الضغوط على بيونغ يانغ في ما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، وسط اتهامات بتواطؤ فريق حملة ترامب معها في سبيل فوزه في الانتخابات الرئاسية في 2016، اكد تيلرسون ان الادارة الاميركية الحالية "لا اوهام لديها بشأن النظام الذي نتعامل معه" مؤكدا انها "متيقظة تحسبا لعدوان روسي".

لكنه اضاف ان على واشنطن "الاعتراف بالحاجة الى العمل مع روسيا حيث تتقاطع المصالح المشتركة"، مشيرا الى الحرب في سوريا حيث دعم البلدان طرفين متخاصمين مع الدفع الى محادثات سلام.

في المقابل اعتمد تيلرسون نبرة اكثر قسوة بشأن ايران وقال محذرا ان "الاتفاق النووي الناقص لم يعد وجهة التركيز الاساسية لسياستنا ازاء ايران"، موضحا "اننا الان نواجه كامل التهديدات الايرانية".

داخليا دافع تيلرسون عن قراره الاقتطاع من ميزانية وزارة الخارجية والوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) وبرره بانه مصمم "لمعالجة مشاكل جذرية تؤدي الى انعدام الفعالية والاحباط" ويقول المنتقدون ان العام الاول لتيلرسون في منصبه شهد شغور الكثير من المناصب الدبلوماسية الحيوية وعرقلة عمل السفارات بسبب اقتطاعات مالية وسط مغادرة الكثير من الموظفين المخضرمين في جهاز الخارجية برمته.