رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي

طالب رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، البرلمانات الوطنية والإقليمية والاتحاد البرلماني الدولي، بمضاعفة الجهد للقيام بالمسؤوليات الكبرى لضمان تحقيق السلام العادل والشامل في العالم، في ظل ما يشهده العالم اليوم من تحديات صعبة، داعيا لنصرة شعب فلسطين ورفع ظلم الاحتلال الإسرائيلي عنه.

وأكد رئيس البرلمان العربي في كلمته أمام الدورة، الـ 139 للجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، "أن اجتماع اليوم تحت قبة الاتحاد البرلماني الدولي لبلورة رؤية صائبة، تربط بين مثلث، قاعدته العلم والتنمية وقمته السلام، برعاية وجهد برلماني، الهدف من الرؤية الوصول للسلام الدائم والعادل والتعارف بين بني البشر".

وعبر عن أسفه لأن المنطقة العربية لا تنعم بالأمن والاستقرار، وضل فيها طريق السلام لسنوات طويلة بسبب تعنت قوة الاحتلال "إسرائيل"، وسياسات الترهيب التي تنتهجها ضد الشعب الفلسطيني، وما ترتكبه يوميا بحق الفلسطينيين العُزّل من قتل وتشريد وتهجير وهدم للمنازل واعتقال، وسلب للحريات وللحقوق التي أقرتها كل الشرائع الدولية، خاصةً حق الشعب الفلسطيني في العيش الكريم واستعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

وقال: "إنه في الوقت الذي يتوجه فيه العالم لتحقيق الأمن والسلام والتعايش وقبول الآخر، تتوجه قوة الاحتلال "إسرائيل" إلى انتهاج سياسات الإقصاء وطرد الفلسطينيين وضرب النظام الدولي للحماية المتساوية، وانتهاك مبدأ عدم التمييز على أساس القومية والدين، بإقرار قانون (الدولة القومية للشعب اليهودي) في شهر تموز الماضي، لتؤسس لسياسات عنصرية بغيضة، وتقنن سياسات الفصل العنصري (الأبارتايد)، وتنتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وتهدم النظام الدولي المستقر ومبادئه الراسخة، في حين أن المواطنة هي الأساس في بناء المجتمعات، وهي الأساس في الحقوق والواجبات".

وخاطب رئيس البرلمان العربي الحضور، داعيا إياهم للعمل على إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه.

وقال: "أخاطبكم اليوم كرؤساء وممثلي برلمانات تمثل شعوب العالم الحر، وأخاطب فيكم الضمير الإنساني الحي، كي لا تستمر مأساة الشعب الفلسطيني الذي عانى وما زال يعاني من الظلم مُنذ أكثر من سبعين عاماً، ظُلم عندما أُحتل وطنه، وظلم عندما تم طرده بالقوة من أرضه، ويظلم اليوم بتجويعه وقطع المساعدات الإنسانية والإغاثية عنه. إن هذا الظُلم المستمر لا يُبقي لهذا الشعب العظيم ثقة في السلام؟!

كما ناشد السلمي الجميع واستصرخ الضمير العالمي، أن يعيدوا إلى الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سلطة احتلال غاشمة، الثقة في رُعاةٍ حقيقين للسلام، قائلا: "أعيدوا إليهم الأمل في غدٍ آمن، ارفعوا الظلم عن الشعب الفلسطيني، وساهموا في بناء السلام الدائم والعادل والشامل، جسدوا مساعيكم النبيلة واقعاً يحياه الطفل الفلسطيني المشرد، كفى ثم كفى ثم كفى لسياسات الاحتلال والقتل والتهجير."

ووجه الشكر للاتحاد البرلماني الدولي على اختيار موضوع هذه الدورة "القيادة البرلمانية في تعزيز السلام والتنمية في عصر الابتكار والتغير التكنولوجي"، مؤكدا إيمان البرلمان العربي بالعلاقة المباشرة بين السلام والتنمية، وبالفرص التي تتيحها التكنولوجيا لدعم التنمية الشاملة تحقيقاً للسلام.

وأعرب عن تطلعه لوضع خارطة طريق برلمانية تستوعب كافة أدوات العمل البرلماني الوطنية والإقليمية والدولية، من أجل تعزيز دور التكنولوجيا والعلوم، لمواجهة التحديات العالمية المرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وتقليل الفجوات التنموية، وضمان الحياة الكريمة للشعوب، مع تعزيز آليات الدبلوماسية البرلمانية كأداة لتحقيق السلام وضمان حقوق الإنسان.